البريد للتواصل: drsregeb11@gmail.com

قضايا عقائدية

شنائع وكفريات آية الله الخميني من كتبه ومؤلفاته



  • نشر في: 31-1-2022م
  • ساعة: 8:53
  • طباعة

شنائع وكفريات آية الله الخميني من كتبه ومؤلفاته

بقلم: أ.د صالح حسين الرقب

   الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله محمد بن عبد الله أشرف الأنبياء والمرسلين، صلَّ الله عليه وسلم، ورضي الله عن الصحابة أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. وبعد..... 

    فإنَّ أية الله الكبرى عند الشيعة الخميني الهالك سلك في التشيع مسلك غلاة الروافض، وممَّا يدلُّ على ذلك: كتبُه ومؤلفاتُه، وأقوالُه في خطاباتِه ودروسهِ. ونستعرضُ هنا أهمَّ ما ورد فيها من شنائع وكفريات. قال الله تعالى: (لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَىٰ مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ) الإنفال:42.  

   وليعلم شباب أهل السنة والجماعة من هذه الأمة معتقدات الخميني الكفرية، ولينتبهوا إلى خداع ومراوغة وخداع أتباعه، فما هم إلاَّ دعاةُ ضلالةٍ، وما هم إلاَّ دعاة إلى النار.

   وليحذر أصحابُ الأقلام والألسنة المأجورة الذين لا يزالون يضلِّلونَ الأمَّةَ بما يكتبونه وبما يقولونه، وليعلموا أنَّ الله تعالى سيحاسبهم علَى ما ضلوا وأضلوا، فليس لهم حجةٌ في أن ينصروا التشيع والخميني، فنصرة الخميني خيانة لله والرسول والمؤمنين..... اللهم أشهد أنِّي بلَّغت... اللهم أشهد أنِّي بلَّغت.

نشأة الشِّيعَة الإثنا عشرية:

    يزعمُ كثيرٌ من الشِّيعَةِ الرَّوافضِ أنَّ رسولَ الله صلَّى اللهُ علَيْهِ وسلَّم هو الذي غرسَ بذرةَ التَّشَيُّع، وتعهدَّها بالسَّقي حتَّى نَمَت وأَينَعت، يقول القمي: "فأوَّلُ الفرقِ الشِّيعَة، وهي فرقةُ عليٍ بن أبي طالب المُسَمُّون شيعةَ عليٍ في زمانِ النَّبِي صلَّى اللهُ علَيْهِ وسلَّم وبعدَه، معروفون بانقطاعهم إليه، والقول بإمامته، منهم: المقداد بن الأسود الكندي، وسلمان الفارسي، وأبو ذر جندب بن جنادة الغفاري، وعمار بن ياسر المذحجي.. وهم أوَّلُ من سُمُّو باسمِ التَّشيعِ من هذه الأُمَّة".([1]) وإلى هذا الرأيِ مالَ آيةُ الله الخميني بقوله: كانَ النواةُ الأولى لمذهب التشيع هو الرَّسولُ عليه السَّلام وعليٌ بن أبي طالب، وخديجةُ، حيث بدأَ الرسولُ عليه السَّلام  يدعو للتَّشَيُّع من نقطةِ الصِّفر.([2])

آية الله الخميني يطلق مصطلح دينِ الإماميَّة عند الحديث عن معتقدات الشيعة:

     ردَّد الخميني مصطلحَ دينِ الإماميَّة في كتابه (الطهارة) أكثرَ من عشر مرات. فممَّا قاله الخميني في كتابه المذكور: "وكذا في الدَّمِ المرئي أقل من ثلاثة أو أكثر من عشرة ممَّا نقل الاجماع عليهما كثير من الفقهاء. وعن الأمالي في الحدين أنَّهما من دين الإماميَّة الذي يجب الاقرار به".([3]) وقال: "وأمَّا ما في الأمالي فالظاهر أنَّ ما أدَّى إليه نظرهُ عدَّه من دين الإماميَّة، كما يظهر بالرجوع إلى أحكام ذكرها في ذلك المجلس".([4]) وقال أيضاً: "ثمَّ أنَّه قد استثني من أدلَّةِ العفوِّ مواردٌ: منها الدِّماءُ الثلاثةُ كما في الوسيلة، والمراسم، والغُنية، والشرائع، وعن السرائر وكشف الحق، وكتب الشهيدين، بل في الغنية الإجماع، ولا يبعد استظهار دعوى الإجماع من الخلاف، وعن السرائر عدم الخلاف فيه، بل عن ظاهر كشف الحقِّ هو من دين الإماميَّة...".([5])

القول بتحريف القرآن من ضروريات مذهب الشيعة:

   إنَّ القرآن الكريم كلام الله تعالى، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وقد تكفَّلَ الله تعالى بحفظه وحمايته؛ فقال عزَّوجلَ: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) الحجر:9، وقال تعالى: (ولوتقول علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين فما منكم من أحد عنه حاجزين) الحاقة:45، 46.

   لكنَّ علماء الشيعة يزعمون كثرة الروايات الواردة عن أئمتهم في الاعتقاد بأنَّ القرآن الكريم الموجود بين أيدي المسلمين محرّف ومبدل، وتعرض للنقصان والزيادة من قبل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فهذا مُحَدِّث الشيعة النوري الطبرسي يقول: "إن الأخبار الدالة على ذلك التحريف يزيد على ألفي حديث وادعى استفاضتها جماعة: كالمفيد، والمحقق الداماد، والعلامة المجلسي وغيرهم, واعلم أن الأخبار منقولة من الكتب المعتبرة التي عليها معول أصحابنا في إثبات الأحكام الشرعية والآثار النبوية".([6]) وقال: "واعلم أن تلك الأخبار منقولة من الكتب المعتبرة التي عليها معول أصحابنا في إثبات الأحكام الشرعية والآثار النبوية".([7])

 

الخميني يعتقد أن القرآن الكريم محرَّفٌ:

    إنَّ آيتهم العظمى الخميني الذي يستشهدونَ بأقوالِه على عدمِ وقوعِ التَّحريفِ فضحَهُ الله تعالى، حيث قال فـي مَعرضِ كلامِه عن الإِمَامَةِ والصَّحابةِ: "فإنَّ أولئك الذين لا يُعْنَونَ بالإسلامِ والقرآنِ إلاَّ لأغراضِ الدُنيا والرِّئَاسةِ، كانوا يَتَّخذونَ من القرآنِ وسيلةً لتنفـيذِ أغراضِهم المشبوهةِ، ويَحذِفونَ تلكَ الآيات من صفحاتِه، ويُسقطونَ القرآنَ من أنظارِ العالمين إلى الأَبد، ويُلْصِقونَ العارَ- وإلى الأَبدِ- بالمسلمينِ وبالقرآنِ، ويُثبتونَ على القرآنِ ذلك لعيبٍ - يقصد التحريف-  الذي يأخذُه المسلمون على كتبِ اليهودِ والنَّصارى".([8])

    ويسوقُ آيتُهم الكبرى الخميني أدلَّتَه على أنَّ أبَا بكرٍ خَالفَ نصوصَ القرآنَ حسبَ هواهُ وخَّطتِه لإبعادِ آلِ البيتِ عن الحكمِ، واضطهادِهم في معيشتِهم، حينِ اخترعَ حديثَ: "نحنُ معاشرُ الأنبياء لا نُورَّثُ، ما تركناه صدقه". ثمَّ ينتقلُ في كتابه (كشف الأسرار) إلى زعمِه مخالفةِ عمرَ لكتابِ الله تعالى، ويذكرُ أحداثاً منها ما يريده... ويأتي بما حدَّثَ من الرسول صلَّى اللهُ علَيْهِ وسلَّم حين طلبَ أنْ يكتب لهم كتاباً...". وقول عمر في ذلك"... ثمَّ يقولُ بعدَ أنْ أوردَ مصادرَه: "وهذا يؤكدُ أنَّ هذه الفريَةَ صدرَت من ابنِ الخَطَّابِ المُفتَرِي". ثمَّ بعد سطرين يقولُ الخُميني عن كلمات في هذا: إنَّها قائمةٌ على الفِرْيَةِ، ونابعةً من أعمالِ الكُفرِ والزَنْدَقةِ!!([9]) وفي الصفحةِ نفسِها كتبَ عنوانًا: "خلاصةُ كلامنُا حولَ ذلك": قال تحتَه: "من جميعِ ما تَقدَّم يَتَّضِحُ أنَّ مخالفةَ الشيخين للقرآنِ لم تكنِ عندَ المسلمينِ شيئاً مهمًا جدًا. ويُعللُ ذلك بأنَّهما لم يكونَا يستمعانِ لرأيِ أحدٍ، ولا كانَا مستعدَّيْنِ لتركِ المَنْصِب، ولا كانَ أهلُ السُّنَّةِ مستعدِّينَ للتَّخَلِي عنهُما، حتىَّ لو قالَ عمرُ: إنَّ الله أو جبريلَ أو النَّبِيَ قد أخطئوا في إنزالِ هذه الآيةِ، كما قاموا بتأييدِه فيما أَحدثه من تغييراتٍ في الدِّينِ الإِسلامِي!!([10])

    وقد أثنى الخميني أكثر من مرة علَى نور الدين الطبرسي، مؤلف كتاب (فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب).([11])

     يزعم الخميني بأنَّ عندهم مصحفُ فاطمة بنت رسول الله صلَّى اللهُ علَيْهِ وسلَّم، يقول الخميني في ذلك: "والصَّحيفةِ الفاطِميِّة الكتابِ المُلهمِ من قبلِ الله تعالى للزهراءِ المَرضِيَّة".([12]) وأن فاطمة - رضي الله عنها- لما تُوفي رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - بعث الله لها ثلاثة ملائكة يُكلمونها ويسلونها، وكان عَلِيٌّ - رضي الله عنه - يكتب ما يقول المَلك!!.([13])

  ويؤمن الخميني بالصحيفة السجادية، وهذه الصحيفةُ عند الشِّيعَة تدعى بزبورِ آلِ محمدٍ، وإنجيلِ أهلِ البيت.([14]) يقول آية الله الخميني: "نفخر بمناجاة أئمتنا الشعبانية، ودعاء الحسين بن علي (ع) في عرفات، والصحيفة السجادية (زبور آل محمد)".([15])

أقوالُ الأَئمَّة في دين الخميني حجةٌ كقولِ اللهِ تَعالَى:

   يقول آية الله الخميني: "إنَّ تعاليمَ الأَئمَّة كتعاليمٍ القرآن، يجبُ تنفيذُها واتباعُها".([16])

كتاب نهجِ البلاغة عند الخميني هو بعدَ القرآنِ أعظمُ دستورٍ للحياة:

   يقول الخميني قائد الثورة الشيعية في إيران في وصيته: نحنُ فخورون أنَّ كتابَ نهجِ البلاغة الذي هو بعدَ القرآنِ أعظمُ دستورٍ للحياة المادية والمعنوية، وأسمَى كتابٍ لتحريرِ البشرِ، وتعاليمه المعنوية والحكومية أرقى نهجِ للحياة، هو من إمامنا المعصوم. ويقول الشيخ خالد البغدادي الرافضي في مقدمته على كتابه عن نهج البلاغة الذي ينسبونه زوراً وكذباً لعليٍ بن أبي طالب: "يمثِّلُ نهجَ البلاغة أكثرَ النُّصوص ثباتاً وديمومًة وانتشاراً في فكرنا الإسلامي بعد القرآن الكريم والسُّنَّة النبوية الشريفة، ولعلَّ سرَّ خلودِ هذا "النَّهجِ" هو: مضمونُه الذي يُعدُّ دونَ كلامِ الخالقِ وفوقَ كلامِ المخلوق".([17]) والخميني هو القائل إنَّ: "تعاليم الأَئمَّة كتعاليم القرآن يجب تنفيذها وإتباعها"([18])، لذا نجده يأخذ بحكايات الرقاع، ويعطيها نفسَ القدسية التي يوليها المسلمون لكتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.([19])

اعتقاد آية الله الخميني من الصَّحابَة رضي الله عنهم:

     نُخَصِّصُ هنا اعتقادَ آيةِ الله الخميني من الصَّحابَةِ رضيَ اللهُ عنهُم، كونَهُ قائدُ الثَّورة الإيرانيَّة، التي قامت باسمِ الإسلامِ، ومؤسسِ الجمهورية الإيرانية – الإسلامية-، وأكبرُ آيتهم وكبيرُ مراجعِهِم الدِّينيَّةِ في هذا العصر، من كتبه ومؤلفاته.

   الخميني ودعاء صنمي قريش:([20])

     لقد اخترعت الشِّيعَة – عليهم من الله تعالى ما يستحقون- هذا الدُّعاءَ المُسمَّى عندهم (دعاء صنمي قريش) وقد خَصَّصوه للعنِ الخليفَتَينِ الرَّاشِدَيْنِ أبي بكرٍ وعمرَ وابنتيهما عائشة وحفصة: ونصُّ هذا الدُّعاءِ الخبيث – قاتل الله من اخترعه ودعا به- اللهمَّ صلِّ على محمدٍ وآل محمد، وألعنَ صنمي قريش وجبتيها وطاغوتيها وإفكيها وابنيهما (وابنتيهما)، اللذين خالفا أمرَك، وأنكرَا وحيَك، وجحدَا إنعامَك، وعصيَا رسولَك، وقلَّبا دينَك، وحرَّفا كتابَك، وأحبَّا أعداءَك، وجحدَا آلاءَك، وعطَّلا أحكامَك، وأبطلَا فرائضَك، وألحدَا في آياتِك، وعاديَا أولياءَك، وواليا أعداءَك، وخرَّبا بلادَك، وأفسدَا عبادَك. اللهمَّ العنهما وأتباعَهمَا وأولياءَهمَا وأشياعَهمَا ومحبِّيهمَا؛ فقد أخرَبا بيتَ النبوة، وردَما بابَه، ونقضَا سقفَه، وألحقَا سماءَه بأرضِه، وعاليَه بسافلِه، وظاهره بباطنه، واستأصلا أهله، وأبادا أنصاره، وقتلا أطفاله، وأخليا منبره من وصيّه، ووارث علمه، وجحدا إمامته، وأشركا بربّهما، فعظم ذنبهما، وخلّدهما في سقر، وما أدراك ما سقر، لا تبقي ولا تذر. اللهمَّ العنهُم بعددِ كلِّ منكرٍ أَتَوْهُ، وحقِّ أخفَوْه، ومنبرٍ علَوه، ومؤمنٍ أرجَوه، ومنافقٍ ولَّوه...الخ".

    وهذا الدُّعاءُ الآثم يقعُ فـي صفحتين ممهوراً بأختامِ عدَّةِ من طواغيتهم المعاصرين منهم: أبو القاسم الخوئي، ومحسن الحكيم، وآية الله شريتماني، وآية الله الخميني. وممَّن ذكرَ هذا الدعاءَ الشِّيعيَ، أو أشار إليه من مصنفات الشِّيعَة.([21])

1- طعنُ الخميني وسبُّه للصَّحابَة عامَّة رضي الله عنهم: لقد بلغتْ استهانةُ الخميني بأصحابِ رسولِ الله رضي الله عنهم أنْ فضَّلَ عليهم الشعبَ الإيرانِيَ، كما ذكرَ ذلك فـي وصيته بقولِه: "وأنا أَزعمُ بجرأةٍ أنَّ الشعبَ الإيرانيَّ بجماهيرِه المليونيَّةِ فـي العصرِ الرَّاهنِ أَفضلُ من أَهلِ الحِجازِ فـي عصرِ رسولِ الله".([22])

     ويقال للخميني وشيعته: لقد رفع الله تعالى مكانة أصحاب رسول الله وجعل لهم مكانًا علِيًّا، وشهد لهم ربهم سبحانه وتعالى بالطهارة، وصدق العقيدة والإيمان، وكانت من فضائل الصحابة رضي الله عليهم التضحيات التي قدموها وصدق العزيمة الذي تحلُّوا به، والشجاعة الكبيرة التي امتلكوها ووقفوا بها في وجه أعداء هذه الدين، عندما كان الدين في بداية أمره ضعيفًا، فماتوا فدى لأن يكون كبيرًا عزيزًا قويًّا. يقول الخطيب البغدادي رحمه الله في بيان مكانة الصحابة رضي الله عنهم: "على أنه لو لم يرد من الله عزَّوجلَّ ورسوله فيهم شيء، لأوجبت الحال التي كانوا عليها من الهجرة، والجهاد، والنصرة، وبذل المهج والأموال، وقتل الآباء والأولاد، والمناصحة في الدين، وقوة الإيمان واليقين، القطعَ على عدالتهم، والاعتقاد لنزاهتهم، وأنهم أفضل من جميع المعدلين والمزكين الذين يجيؤون من بعدهم أبد الآبدين، هذا مذهب كافة العلماء، ومن يعتد بقوله من الفقهاء".([23])

     ويطعنُ الخميني في الصَّحابَةِ رضي الله عنهم، ويتَّهِمُهم بأنَّهم كانوا أَحزابًا وتَكتلاتٍ، ووصفَهم بأنَّهم من أهلِ الأطماعِ والأهواء، وأنَّهم باختيارهم أبَا بكرٍ الصِدِّيقِ رضيَ اللهُ عنه خليفةً فقد وَضعوا الأساسَ بشكلٍ خاطئٍ. فيقولُ الخميني في ذلك: "في الأيامِ الأولى قامَ كبارُ صحابةُ النَّبيِ من المعروفين بالنَّزاهةِ وطهارةِ الدِّينِ، مثلُ أميرِ المؤمنين عليٍ بن أبي طالب، والحسنُ، والحسينُ، وسلمانُ الفارسي، وأبيِ ذرٍ، والمقدادُ، وعمَّار، والعبَّاسُ، وابنُ العبَّاسِ برفعِ رايةِ المُعارضة، وأرادوا تنفيذَ أوامرِ اللهِ والنَّبيِّ بشأنِ أُولِي الأمرِ، إلاَّ أنَّ التَّكتلاتِ التِي ظهرَت بظهورِ البَشر، وعرقلَّت أحكامَ عقلاءِ القومِ، والأطماعَ والأهواءَ التي سحقَت الحقَّ والحقيقةَ في جميعِ الأَزمنَةِ، فعلَتْ فعلَها في هذا المَجالِ. ويشهدُ التَّاريخُ بأنَّه فيمَا كانَ هؤلاءِ منشغلين بدفنِ الرَّسولِ فإنَّ اجتماعَ السَّقِيفةِ اختارَ أبَا بكرٍ للحكمِ، فتَمَّ بذلك وضعُ الأساسِ بِشكلٍ خاطئ".([24])

     ويقول الهالكُ الخميني: "إنَّ جميعَ الخِلافاتِ التي نَشبت بينَ المسلمين في مجملِ الشُؤونِ والأمور مصدَرُها السَّقِيفَة، فلو لم يكن ذلك اليومُ لمَا حدثتْ بين المسلمين هذه الخلافاتُ بشأنِ القوانين السَّمَاوِيَّةِ".([25]) ويؤَكِّدُ هذا الاتهامَ الباطلَ بقولِه: "إنَّ كلَّ ما يُعاني منه المسلمون اليوم إنَّما هو من آثارِ يومِ السَّقِيفةِ".([26]) ويقولُ أيضًا: "لولاَ هذه المُؤسَّساتِ الدِّينيَّةِ الكبرى لمَا كان هناك الآن أيُ أثرٍ للدِّين الحقيقي المتمثِّلُ في المَذهب الشَّيعيِ، وكانت المذاهبُ الباطلةُ التي وُضِعَت لَبِنَاتُها في سَقِيفَةِ بني سَاعِدة، وهدفُها اجتثاثُ جذورِ الدِّين الحقيقي، تحتلُّ الآن مواضعَ الحقِّ".([27])

     ثمَّ يحدِّدُ لنا موقفَه بنفسهِ تجاهَ الصَّحابَةِ رضيَ الله عنهم بعامَّةِ، والخلفاء الراشدين الثلاثة بخاصةٍ، فيقولُ: "وفي ذلكَ الوقتِ كان أمامَ المسلمين خياران، إمَّا أنْ يَنظَمُّوا إلى حزبِهما، ويشتركوا معهُمَا في تحقيقِ هدفِهما من أجلِ الحُصولِ على الحُكمِ والسُّلطَةِ، ويتعاونوا معهُمَا في تحقيقِ ذلك، وإمَّا أنْ يخرجوا عن حزبِهِمَا، ولا يكونوا مَعهُمَا. ثمَّ يقولُ: إلاَّ أنَّهم -أي الصَّحابَة- لم يجرؤوا على الحديثِ ضدَ هذين المنَافِقَيْنِ المُتَسَلِّطيْنِ الظِّالِمَيْنِ".([28])

       ويزعمُ الخميني زورًا وبهتانًا أنَّ الصَّحابةَ رضي اللهُ عنهم عدَا علياً لم يكونوا على استعدادٍ لحفظِ الأحكامِ الإسلاميَّةِ لأنَّهم ما صَحِبوا النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيْهِ وسلَّم إلاَّ من أجلِ الدُنيا لاَ من أجلِ الدِّين وَنَشْرِهِ، وهذا ما تَقُولُهُ الشِّيعَة.([29])

    ويستمرُّ الخمينيّ قائلا: “كان من الممكن إذا نصّ القرآن على الإمام أن يعمد أولئك الذين لا يربطهم بالإسلام والقرآن إلا الدنيا، ويريدون أن يصلوا من خلال القرآن إلى تحقيق نواياهم السيّئة، يعمدوا إلى حذف تلك الآيات من القرآن وتحريف الكتاب السّماوي وإلى الأبد، ويبقى هذا العار على المسلمين إلى يوم القيامة، ويصيب المسلمين ما أصاب كتاب اليهود وكتاب النصارى".([30])

    وتحت عنوان (مخالفات أبي بكر لنصّ القرآن)، يقول الخمينيّ “قد تقولون: إنَّه لو نصَّ على الإمامة في القرآن لم يكن ليخالف الشيخان (يقصد أبا بكر وعمر)، ولو فرض أنَّهما يخالفان فلن يقبل المسلمون منهما ذلك.!! ولابدَّ في هذا المختصر أنْ نذكرَ عدداً من مخالفتهما لصريحِ القرآن ليتبيَّن أنَّهما كانا يخالفان، وأنَّ النَّاس تقبلَ منهما".([31]) وتحت عنوان: (مخالفات عمر لكتاب الله)، يقول الخمينيُّ: نذكرُ هنَا بعضَ مخالفاتَه، ليتَّضَحَ أنَّ مخالفةَ القرآن عند هؤلاءِ ليست شيئًا مهمًا، حتَّى إنَّه لو فرضَ ذكرُ القرآن اسمَ الإمام بالنصِّ لخالفوا، ومعه لا يصحُّ الإشكالُ اللاعقلائي (كذا) على الله".([32]) ويواصل قائلا: "وأمَّا مخالفتهُما - يقصد أبا بكر وعمر- لأقوالِ رسولِ الإسلام، فيحتاجُ ذكرُها إلى كتابٍ".([33])

    ثمَّ يخْلصُ الخمينيُّ إلى النَّتيجةِ التي أرادَ أنْ يصل إليها ليغرسها في عقول عامة شِيعتِه، فيقول الهالكُ: "يتبيَّنُ من مجموعِ هذه الأمور أنَّ مخالفةَ الشَّيْخَيْنِ للقرآن وأمامَ أعينِ المسلمين لم يكن أمرًا مهمًا جدًا، والمسلمون إمَّا كانوا في حزبِهما يوافقونهما في الأغراض، أو أنَّهم كانوا مخالفينَ لهما، لكنْ لم يجرؤوا على إعلانِ ذلكَ حتَّى كانَ لهم ذلك التعاملُ مع رسولِ الله وابنتِه، أو أنَّه إذا تكلَّم أحدٌ أحيانًا لا يُعتَنَى بكلامِه. وجملةُ الكلامِ أنَّه حتَّى إذا صرَّح القرآنُ بذلك فإنَّهم لن يتراجعوا عن هدفِهم، ولن يتركوا الرِّئَاسةِ بسببِ كلامِ الله، غايةُ الأمرِ أنَّ أبَا بكرٍ يَحُلُّ المسألةَ بوضعِ حديثِ كما حصل بالنّسبة لآيات الإرث، أمَّا عمر فلا يَستبعدُ منه أنْ يقولَ في آخرِ الأمرِ أنَّ الله أو جبريلَ أو النَّبيَّ قد اشتبهوا في هذه الآية فيتركها، والسُّنةَ حينئذ ستتبعه كما تبعوه في جميع تغييراته التي أوجدها في دين الإسلام وكان كلامه مقدما على الآيات القرآنية وكلام الرسول".([34])  

2- سبُّ الخميني وطعنُه في الخليفتين الراشدين: يقول آيةُ الله الكبرى عند الشِّيعَة الخميني فـي سبِّه وطعنِه في دينِ خيرِ الأمَّةِ بعد نبيها صلَّى اللهُ علَيْهِ وسلَّم- أبو بكر وعمر رضي الله عنهما-: "إنَّنا هنا لا شغلَ لنا بالشَّيْخَيْنِ - أي أبو بكر وعمر- وما قامَا به من مخالفاتٍ للقرآن، ومن تَلاعبٍ بإحكامِ الإلَه، وما حلَّلاه وما حرَّماه من عندَهما، وما مَارَسَاه من ظُلمٍ ضدَّ فاطمةَ بنت النَّبِي صلَّى الله عليه وسلم، وضدَّ أولادِه، ولكنَّنَا نُشيرُ إلى جَهلِهما بأحكامِ الإله والدِّين".([35]) ويقول: "وأنَّ مثلَ هؤلاء الأفرادِ الجُهَّالِ الحَمقَى، والأفاقين والجائرين غير جديرين بأنْ يكونوا فـي موضعِ الإمامة، وأنْ يكونوا ضمنَ أولي الأمر".([36])

      ويطعنُ الخميني في أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، ويتَّهِمهُمَا رضي الله عنهما بمخالفةِ القرآن الكريم، فيقولُ الخميني الهالكُ: "إنَّ مخالفةَ الشَّيْخَيْنِ للقرآنِ لم تكنْ عندَ المسلمين شيئاً مهماً جداً".([37])

    ويطعنُ الخميني في أبي بكر الصديق رضي الله عنه بالتَّدليسِ عليه وإخراجِ الوقائعِ عن سياقِها التَّاريخي، ومن ثمَّ الطَّعنِ في صِدِّيقِ الأمُّةِ، واتِّهامِه بالجهلِ والتقصير في تطبيق حدود الله تعالى. فيقولُ الخميني: "قامَ أبو بكر بقطعِ اليدِ اليسرى لأحدِ اللُّصوصِ، وأحرَقَ شخصاً آخر، مع أنَّ ذلك كان حرامًا، وكانَ يَجهلُ أحكامَ القاصرين، والإرثَ، ولم يطبِّقْ أحكامَ الله في خالد بن الوليد الذي قتلَ مالكَ بن نويرة، وأخذَ زوجتَه في تلك الليلة نفسها".([38])

    ويطعنُ الخميني في الفاروق عمرَ رضي الله عنه، ويَتَّهِمُه زوراً وبهتاناً، بارتكابِه عدةَ أخطاءٍ. فبقولُ الخميني: "أمَّا عمرُ فإنَّ أعمالَّه أكثرُ من أنْ تُعدُّ وتُحصى، فقد أمرَ برجمِ امرأةٍ حامل، وأخرى مجنونة، مع أنَّ أميرَ المؤمنين نهَاهُ عن ذلك، وأخطأَ مرةً فيما يخصُّ أحكامَ المهر، فَصَحَّحَت إحدى النُّسوَةِ- من خلفِ الحُّجُبِ- خطأَه، فقال عمرُ في ذلك: جميعُ النَّاسِ يعرفونَ أحكامَ الله خيراً مني، حتَّى النِّسوة الكائناتِ خَلفِ الحُّجُبِ. وخالفَ تعاليمَ الله والنَّبيُّ، فحرَّمَ متعةَ الحجِّ والنِّساء، وأحرقَ بابَ بيتِ الرَّسولِ".([39])

        ويقول الخميني في معرضِ طَعْنِهِ في أميرِ المؤمنين عمرَ رضيَ الله عنه: "نوردُ هنا مخالفاتِ عمرَ لمَا وردَ في القرآنِ لِنُبَيَّنَ بأنَّ معارضةَ القرآن لدى هؤلاء كانت أمراً هيناً".([40]) ويقول الخميني عن عمر رضي الله عنه أيضًا: "إنَّ هذه الفِرْيَةِ صدَرت منْ ابنِ الخَطَّابِ المُفترِي، وإنَّ أعمالَه نَابعةٌ من أعمالِ الكُفْرِ والزَّنْدقةِ".([41])

      ويضيف الخميني طاعنًا في إيمانِ الفاروقِ عمرَ رضي الله عنه، ومتهمًا أعماله بأنَّها نابعةٌ بالكفر والزَّنْدقةِ..: فيقول "وأغمضَ عينيه - ويقصد النَّبِي صلَّى الله عليه وسلم- وفـي أُذنيه كلماتُ ابنِ الخطاب القائمةِ على الفِرْيَةِ، والنَّابعةِ من أعمالِ الكُفْرِ والزَّندقةِ، والمُخالفةِ لآياتٍ وردَ ذكرُها فـي القرآن الكريم".([42])

 3- طعنُ الخميني في الخليفة الثالث عثمان بن عفان وفي معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما، ويوجِّهُ إليهم أقذعَ الشتائمِ والإساءاتِ: يقول الخميني الهالك: "أمَّا عثمانُ ومعاويةُ، فإنَّ الجميعَ يعرفونَهم جيداً... وإنَّ مثلَ هؤلاء الأفرادِ الجُهَّالُ الحَمقَى والأفاقين والجائرين غيرَ جَديرينَ بأنْ يكونوا في موضعِ الإمامةِ، وأنْ يكونوا ضِمنَ أولي الأمر".([43])   

     ويقول الخميني في أثناءِ تَهَجُّمِه على عثمان بن عفان رضي الله عنه - ما لاَ يقوله مسلمٌ عاقلٌ - في الاعتراض على قدرِ الله وقضائِه في تولية عثمان بن عفان الخلافة: يقولُ "إنَّنا لا نعبدُ إلهًا يقيمُ بناءً شامخًا للعبادةِ والعدَالةِ والتَّدين، ثمَّ يقومُ بهدمِه بنفسِه، ويُجلسُ يزيدًا ومعاويةَ وعثمانَ وسواهم من العُتَاةِ في مواقعِ الإِمَارةِ على النَّاس، ولا يقومُ بتقديرِ مصيرِ الأمَّةِ بعدَ وفاةِ نَبِيَّهِ".([44]) واتَّهم الخميني عثمانَ بن عفان رضي الله عنه له بالانحراف السِياسي، وسرقةِ ثرواتِ المسلمين، وتوزيعها على أقاربِه، فقال الخميني: "وحين ازدادَ الانحرافُ السياسِيُّ في عهدِ عثمانَ وُزّعَت هذه الثرواتُ على بعضِ الأصحابِ من دونِ قاعدةٍ، وعلى ضَوءِ البِدَعِ، وحصلوا على ثرواتٍ حرامٍ، وقد ذُكِرت أرقامٌ عجيبةٌ في ما يتعلَّقُ بثرواتهم".([45]) كما واتَهمَ الخميني الخليفةَ الراشدَ عثمانَ بن عفان رضي الله عنه بتولية أقاربِه الفاسدين وغيرهم من وذوي الأعمال والأفكار السيئة والمعاندينَ للإسلام والسنَّة النَّبوية وسيطرتِهم على إمكانات المجتمع الإسلامي.([46])

     ويقول الخميني عن حكومةِ معاوية رضي الله عنه: "ولم تكن حكومةُ معاويةِ تُمَثِلُّ الحكومةَ الإسلاميَّةَ أو تُشبِهُها من قريبٍ ولا من بعيدٍ".([47]) ويقولُ: "وقدْ حدَث مثلُ ذلكَ في أيامِ معاوية، فقد كانَ يقتلُ النَّاسَ على الظِّنَّةِ والتُّهمةِ، ويحبسُ طويلًا، وينفي من البلاد، ويُخرِجُ كثيرًا من ديارِهم بغيرِ حقٍ إلاَّ أنْ يقولوا ربُنَا الله".([48])

4- طعنُ الخميني في الصِّدِّيقَةِ ابنةُ الصِّدِّيق عائشة والزبير بن العوام وطلحة بن عبيد الله، ومعاوية رضي الله عنهم جميعًا: يصفُ الخميني الصَّحابةَ ومنهم: عائشةُ والزبيرُ وطلحةٌ ومعاويةُ رضي الله عنهم جميعًا بأنَّهم أخبثُ من الكلاب والخنازير، وزعمَ أَنَّهم سيتعرضون لعذابٍ أشدَّ من الكفَّار، وزعمَ أنَّهم كانوا مبغضينَ لعليٍ رضيَ الله عنه ولأهل بيته. فيقول الهالكُ الخميني: "وأمَّا سائرُ الطَّوائف من النُصَّاب - يقصد الناصبة المعادين لآل البيت-، بل الخوارجُ فلا دليلَ على نَجَاستِهم، وإنْ كانوا أشدَّ عذابًا من الكفَّار، فلو خرجَ سلطانٌ على أميرِ المؤمنين عليه السَّلام  لا بعنوانَ التَّدين بلْ للمُعَارَضةِ في المُلْكِ أو غرضٍ آخرَ كعائشة وزبير وطلحة ومعاوية وأشباههم، أو نصبَ أحدٌ عداوةً له أو لأحدٍ من الأَئمَّة عليهم السَّلام  لا بعنوانِ التَّدين بل لعدواة قريش أو بني هاشم أو العرب، أو لأجل كونه قاتلَ ولده أو أبيه، أو غيرَ ذلك لا يُوجب ظاهرًا شيءٌ منها نجاسةً ظاهريَّةً. وإنْ كانوا أخبثَ من الكلاب والخنازير لعدمِ دليلٍ من إجماعٍ أو أخبارٍ عليه. بل الدليلُ على خلافه، فإنَّ الظاهر أنَّ كثيرًا من المسلمين بعد رسولِ الله صلَّى الله عليه وآله كأصحاب الجمل والصِّفين وأهلِ الشام وكثيرٍ من أهالي الحرمين الشريفين كانوا مبغضين لأميرِ المؤمنين وأهل بيته الطاهرين صلوات الله عليهم، وتجاهروا فيه، ولم ينقل مجانبة أمير المؤمنين وأولاده المعصومين عليهم السَّلام  وشيعته المنتجبين عن مساورتهم ومؤاكلتهم وسائر أنواع العشرة...". ([49])

    ويتهم الخميني عائشة أمِّ المؤمنين وزوجَ النَّبِي صلَّى اللهُ علَيْهِ وسلَّم وفقيهةَ الصَّحابَة ومُعلِّمةِ الرِّجال بالجَهل؛ يقول الخميني: "اعلم أنَّ عائشةَ قد حسِبَتْ بأنَّ سرَّ العبادات، ينحصرُ في الخَوفِ من العذَابِ أو في مَحوِ السَّيئاتِ، وتصوَّرَتْ أنَّ عبادةَ الَّنبي الأكرم صلَّى عليه وآله وسلم مثلَ عبادة كافَّةِ النَّاس، ولهذا بادرتْ إلى الاعتراضِ عليْهِ قائلةً: لماذا تُجْهِدَ نفسَك؟ وقد نشأَ هذا الظَّنُّ جراءَ جهلها لمقام العبادة والعبودية، ولمقامِ النُّبوَّةِ والرِّسَالَةِ".([50])

    واتَّهمَ  الخميني بلا حياءٍ ولا خجلٍ أمَّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها بإثارةِ الفتنِ بينَ المسلمين بعد استشهادِ الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه، فيقول الخميني: "حقًا ماذا جرى حتَّى تركَ أصحابُ الجملِ معاويةَ، وجاؤوا لمحاربةِ أميرِ المؤمنين عليه السَّلام؟ لقد كانوا من المستَائِيِنَ من عثمان والثائرين عليه، وكانوا يعرفون معاويةَ جيدًا، وقد بايعوا الإمام عليًا عليه السَّلام ، وهل أنَّ القميصَ الذي رفعتْهُ بنتُ أبي بكرٍ على الرُّمحٍ لخداعٍ العوامِ خَدعتْهُم بهِ أيضًا".([51])

5- ويطعنُ الخميني في الصَّحابي سُمَرةَ بن جندب  رضي الله عنه زاعمًا أنَّه يضعُ  الأحاديثَ على رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم، فيقول: "ففي الرواةِ من يفتري على لسان النَّبيِّ أحاديثَ لم يقلْهَا، ولعلَّ راويًا كسُمرة بن جندب يفتري أحاديثَ تَمسُّ من كرامةِ أمير المؤمنين".([52]) ويقول: "ونشرُ وتعليمُ الأحكام وتربيةُ النَّاس إنَّما هو للفقهاء العدول، إذ لو لم يكونوا عدولًا فسيكونون كالقضاة الذين يَضعونَ الاحاديثَ ضدَّ الإسلام، كمثلِ سمرةَ بن جُندُب".([53])

بعضُ لوازمِ سَبِّ الشِّيعَة وطعنِهم في الصَّحابَة رضي الله عنهم:

أولاً: يتَرتَّبُ على القول بكفرِ وارتدادِ معظمِ الصحابة رضي الله عنهم أو فسقهم إلاَّ نفراً يسيرًا الشكُّ في القرآن الكريم والأحاديث النبوية، وذلك لأنَّ الطَّعنَ في النَّقلةِ طَعنٌ في المَنقول، إذ كيفَ نثقُ بكتابِ نقلَهُ إلينا الفَسقَةُ والكفرة ُوالمرتدون – والعياذ بالله تعالى–. ولذلك صَرَّحَ بَعضُ أهلُ الضَّلال والبدعِ ممَّن يَسبُّ الصَّحابةَ بتحريفِ الصَّحابة رضي الله للقرآن الكريم، والبعض أخفى ذلك. وكذلك الأمرُ بالنِّسبةِ للأحاديث النبوية. فإذا اتُهِمَ الصَّحابةَ رضوان الله عليهم في عدالتهم، صارت الأسانيدُ مرسلةً مقطوعةً لا حُجَةَ فيها، ومع ذلك يزعمُ بعضُ هؤلاء الإيمان بالقرآن الكريم. فنقول لهم: يلزمُ من الإيمانِ بِه الإيمانُ بما فيه، فأنَّهم خيرٌ الأُمَم، وأنَّ الله لا يخزيهم، وأنَّه رضي عنهم... الخ، فمن لم يُصدِّق ذلك فيهم، فهو مكذبٌ لمَا في القرآن الكريم، وسكون ناقضًا لدعواه.

ثانياً: هذا القولُ يقتضي أنَّ هذه الأمَّةَ – والعياذ بالله تعالى– شرُ أمَّةٍ أُخرِجت للنَّاس، والسابقون منهم هذه الأمَّة شرارُها، وخيرُها القرن الأول كان عامَّتُهم كفاراً أو فساقاً وإنَّهم شرُّ القرون. كَبُرَت كلمةً تخرجُ من أفواِه الشِّيعَة الضالين الظالمين، المجرمين في حقِّ صّحابَةِ النبي الصادق الأمين.

ثالثاً: يلزمُ من هذا القولِ أحدُ أمرين: إمَّا نِسبَةُ الجهل إلى الله تعالى سبحانه عمَّا يصفون، أو العبثُ في هذه النُّصوص التي أثنى فيها على الصَّحابةِ رضوان الله عليهم، فإنْ كانَ الله عزَّوجلَّ – تعالى عن قولهم – غيرَ عالمٍ بأنَّهم سيكفرون، ومع ذلك أثنى عليهم ووعدهم الحسنى فهو جهلٌ، والجهلُ عليه تعالى محالٌ. وإنْ كانَ الله عزَّوجلَّ عالماً بأنَّهم سيكفرونَ فيكونُ وعدُه لهم بالحسنى ورضاه عنهم عبثٌ. والعبثُ في حقِّه تعالى محالٌ.([54])

رابعًا: ويتبع ذلك الطعنُ في حكمته عزَّوجلَّ، حيث اختارهم واصطفاهم لصحبة نبيه عليه الصلاة والسَّلام ، فجاهدوا معه وآزروه ونصروه واتخذهم أصهاراً له، حيث زوَّجَ ابنتَه ذا النورين عثمان رضي الله عنه، وتزوج ابنتي أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، فكيف يختارُ لنبيِّه أنصاراً وأصهاراً مع علمه بأنَّهم سيكفرون؟!

خامساً: لقد بذلَ رسولُ الله صلَّى اللهُ علَيْهِ وسلَّم جهوداً عظيمةً في تربيةِ الصَّحابةِ رضي الله عنهم على مدى ثلاثةٍ وعشرين عاماً، حتَّى تكوَّنَ بفضلِ اللهِ عزَّوجلَّ المجتمعُ المثاليُ في خُلْقِ أهله وجهادهم وتضحياتِهم وزهدِهم وورعِهم، فكان صلَّى اللهُ علَيْهِ وسلَّم أعظمَ مُرِبٍ في التَّاريخ. ولكن على العكس من ذلك، فإنَّ آياتِ الشِّيعَة وعلمائِها ومُعَمَّمِيها الذي يدَّعون الانتماءَ إلى الإسلام ونبيِّ الإسلام، يُقَدِّمُن صورةً معكوسةً لهذا المجتمع صورةً، تَهدِمُ كل المجهوداتِ العظيمة التي قام بها النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيْهِ وسلَّم في مجالِ التَّربيَةِ والتَّوجِيه، وتثبتُ له إخفاقاً لم يواجههُ أيُّ مصلحٍ أو مُربٍ، خبيرٍ مخلصٍ لم يكن مأموراً من الله تعالى، كما كان الشأنَ مع رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم.

     إنَّ الشِّيعَة الإماميَّة ترى أنَّ المجهوداتِ الكبيرةَ التي بذلَها نبي الله محمدٌ صلَّى اللهُ علَيْهِ وسلَّم لم تثمرُ إلاَّ ثلاثةً أو أربعةً أشخاص - وفقاً لرواياتهم وأقوالهم– ظلوا متمسكين بالإسلام إلى ما بعد وفاته صلَّى الله عليه وسلَّم، أمَّا غيرُهم فقد قطَعوا صِلتَهم بالإسلام – والعياذ بالله – فورَ وفاتِه صلَّى الله عليه وسلَّم، وأثبتوا أنَّ صحبةَ الرسول صلَّى اللهُ علَيْهِ وسلَّم وتربيتَه أخفقَتْ ولَمْ يَعُدْ لها أيَّ تأثيرِ. وهذا الزَّعمُ يُؤدِي إلى اليأسِ من إصلاحِ البَشَريِّةِ، وعدمِ الثِّقةِ في المنهج الإسلامي وقدرتِه على التَّربيةِ وتهذيب الأخلاق، وإلى الشَكِّ في نُبَّوةِ محمدٍ صلَّى الله عليه وسلَّم، وذلك أنَّ الدِّينَ الذي لم يستطعْ أنْ يُقَدَّمَ للعالمِ عدداً وجيهاً من نماذجَ عمليَّةٍ ناجحةٍ بنَّاءةٍ، ومجتمعاً مثالياً في أيام الداعي لمنهجِ الله تعالى وحاملِ رسالتِه، فكيفَ يستطيعُ أتبَاعُهُ ذلكَ بعدَ مُضِيِ وقتٍ طَويلٍ على عهدِ النُّبوةِ؟!

     وإذا كان المؤمنون بهذه الدَّعوةِ لم يستطيعوا البقاءَ على الجَّادة القويمةِ، ولم يعودوا أوفياءَ لنبيِّهم صلَّى اللهُ علَيْهِ وسلَّم بعد انتقالِهِ إلى الرَّفيق الأعلى، فلمْ يبقَ على الصِّراطِ المُستقيمِ الذي تركَ عليه النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيْهِ وسلَّم أتبَاعَه إلاَّ ثلاثةَ أو أربعةً فقط، فكيفَ نُسلِّمُ أنَّ هذا الدِّينَ يَصلُح لتزكيةِ النُّفوسِ وبناءِ الأخلاق؟ وأنَّه يستطيعُ أنْ يُنقذَ الإنسانَ من الهَمَجيَّةِ والشَّقاءِ، ويَرفَعُهُ إلى قِمَّة الإنسَانِيَّةِ؟ بلْ رُبَّمَا يُقالُ لوْ أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيْهِ وسلَّم كان صادقاً في نبوتِهِ لكانَت تعاليمُه ذاتَ تأثيرٍ، ووُجِدَ هناك من آمنَ بهِ من صميمِ القلب، ووجدَ من بينِ العددِ الهائلِ ممَّن آمنوا به بعض مئات من الذين ثبتوا على الإيمان، فإنْ كانّ أصحابُه – سوى بضعة رجال منهم كفرةٌ ومنافقون ومرتدون – فيما زَعمَت الشِّيعَة – فمن آمن إذن بالإسلام إيمانًا صادقًا؟ ومن هم الذين انتفعوا بالرسولِ صلَّى الله عليه وسلَّم؟ وكيفَ يكونُ صلَّى الله عليه وسلَّم رحمة للعالمين؟!([55])

من شنائع كفريات آية الله الخُمينِي:

أولا: اعتقادُه تأثير الكواكب والأيام على حركة الإنسان:

   تُعَشِّشُ أوهامُ الشِّركِ والمشركين في فكرِ المَرجعِ الأَعلى السابق للشِّيعَةِ آيةِ الله العظمى الخُمينِي، فهو يزعمُ أنَّ هناك أياماً منحوسةً من كلِّ شهرٍ يجبُ أنْ يَتوقَّفُ الشِّيعيُ فيها عن كلِّ عملٍ، وأنَّ لانتقالِ القمرِ إلى بعضِ الأبراجِ تأثيراً سلبيًا على عملِ الإنسان، فليتوقَف الشِّيعيُ عن القيام بمشروعٍ معينٍ حتَّى يتجاوزَ القمرُ ذلكَ البرجَ المُعيَّنَ. جاءَ في كتاب تحريرِ الوسيلة للخميني: "يُكرهُ إيقاعُه (يعني الزَّواج) والقمرُ في برجِ العقربِ، وفي مُحاقِ الشَّهرِ، وفي أحدِ الأيام المنحوسةِ في كلِّ شهرٍ، وهي سبعة: يوم 3، ويوم 5، ويوم 13، ويوم16، ويوم 21، ويوم 24، ويوم 25، وذلك من كل شهر".([56])

    وهذا القول من الخُمينِي دعوَى لعِلمِ الغَيبِ، ودعوَى عِلمِ الغَيبِ كُفرٌ مُخرِجٌ من المِلَّةِ؛ لأنَّه بهذا يزعُم مُشاركةَ اللهِ في صِفةٍ مِن صِفاتِه الخاصَّةِ، وهي عِلمُ الغَيبِ، ولأنَّه تكذيبٌ لقَولِه تعالى: (قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ (النحل: 65، يقولُ الشيخُ عبد الرحمن السعدي: "التنجيم نوعان: نوعٌ يُسمَّى علمُ التَّأثير، وهو الاستدلال بالأحوال الفلكيَّةِ على الحوادث الكونيَّةِ فهذا باطلٌ، ودعوى لمشاركة الله في علمِ الغيب الذي انفردِ بِه, أو تصديقٌ لمنْ ادَّعى ذلك، وهذا ينافي التَّوحيدَ لما فيه من هذه الدعوى الباطلة، ولما فيه من تَعلُّقِ القلب بغير الله، ولما فيه من فسادِ العقل, لأنَّ سلوكِ الطُّرقِ الباطلة وتصديقها من مُفسداتِ العقول والأديان".([57])         

     جاء في تفسير أضواء البيان للشنقيطي: "ووجهُ تَكفيرِ بعضِ أهل العلم لمن يدَّعِي الإطلاعَ على الغيبِ، أنَّه ادعى لنفسه ما استأثرَ الله تعالى بِه دونَ خلقِه، وكذَّبَ القرآنَ الواردَ بذلك كقوله: (قُل لاَّ يَعْلَمُ مَن فِى السَّمَاواتِ والاٌّرْضِ الْغَيْبَ إِلاَّ اللَّهُ)، وقوله هنا (وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَآ إِلاَّ هُوَ) ونحو ذلك".([58])

     ولاشكَّ بأنَّ اعتقادَ تأثيرٍ الكواكبِ في جلبِ سعادةٍ، أو إحداثِ ضررٍ أو منعِهِ هو اعتقادُ الصابئةِ الوثنيين في الكواكبِ. ويَصدُقُ في الخُمينِي ومن تبعَه قولُ العلامةِ شاه عبد العزيز غلام حكيم الدهلوي صاحبِ التحفة الإثنا عشرية: "إنَّ الصابئين كانوا يحترزونَ عن أيامٍ يكونُ القمرُ بها في العقربِ، أو الطرفِ، أو المُحاقِ، وكذلك الرَّافِضَة.. وكانت الصابئةُ يعتقدونَ أنَّ جميعَ الكواكبِ فاعلةٌ مختارةٌ، وأنَّها هي المدبِّرُ للعالمِ السُفلِي، وكذلك الرَّافِضَة".([59])

    وما زعمه الخُمينِيُّ من تأثيرٍ للقمرِ والأبراجِ مخالفٌ لاعتقادِ كثيرٍ من علماء الشيعة، وهم الذين كفَّروا من اعتقدَ ذلك. يقول الحر العاملي: "قد صرَّح علماؤنَا بتحريمِ تَعلُّمِ علمَ النُّجومِ والعمل بهِ، وصرَّحوا بِكفرِ من اعتقدَ تأثيرَ النُّجومِ أو مدخليتها في التَّأثيرِ، وذكروا أنَّ بطلانَ ذلك من ضروريَّاتِ الدِّينِ، ونقلوا الأجماعَ على ذلك، فمِمَّن صرَّحَ بما ذكرنَاه الشيخُ المفيدُ والمرتضى في الدررِ والغرر، والشيخ الشهيد في قواعده ودروسه، والعلاَّمَة في التَّذكرة والمنتهى والقواعد والتحرير، والشيخ علي في شرح القواعد، والشهيد الثاني في شرح الشرائع، والمحقق في المعتبر، والكراجكي في كنز الفوائد، وغيرهم، ولا يَظهرُ منهم مخالفٌ في ذلك، على ما يحضرني".([60])

ثانيا: قول الخُمينِي بعقيدة الاتحاد والحلول الصوفيَّةِ:

   يرادُ بالحلولِ باصطلاح القائلين به من الصوفية وغيرهم: حلول الله عزَّوجلَّ في مخلوقاته، أو بعضِ مخلوقاته، وينقسم الحلول إلى قسمين، وهما: حلولٌ معينٌ في شخصٍ، وإمَّا حلولٌ مطلقٌ.

    يقول ابن تيمية في بيانهما: "والحلولُ إمَّا معينٌ في شخصٍ، وإمَّا مطلقٌ. أمَّا الاتحادُ والحلولُ المُعيَّنُ كقولِ النَّصارى: أنَّ الاتحادَ كاتحادِ الماء واللبن. وأمَّا الحلولُ المطلقُ وهوَ أنَّ الله تعالى بذاتِه حالٌ في كلِّ شيءٍ، فهذا يحكيه أهلُ السُّنَّةُ والسلفُ عن قدماءِ الجهميَّةِ، وكانوا يُكَفِّرونّهم بذلك. فأمَّا ما جاءَ بِه هؤلاء من الاتحادِ العامِ فما علمتُ أحداً سبقهم إليه إلاَّ من أنكرَ وجودَ الصانع، مثل: فرعون والقرامطة، وذلك أنَّ حقيقةَ أمرِهم أنَّهم يرون أنَّ عينَ وجود الحقِّ هو عين وجود الخلق، وأنَّ وجودَ ذات الله خالق السموات والأرض، هي نفسُ وجودَ المخلوقات، فلا يُتصوَّر عندَهم أنْ يكونَ الله تعالى خلقَ غيره، ولا أنَّه ربُّ العالمين، ولا أنَّه غنيٌ، وما سواه فقيرٌ، لكنْ تفرَقوا على ثلاثةِ طرقٍ، وأكثرُ من ينظرُ في كلامِهم لا يفهمُ حقيقةُ أمرِهم لأنَّه أمرٌ مبهمٌ".([61])

   وتًتَمثَّلُ صورةُ التَّصوفِ الحلوليِ الاتحادي عند الخُميني في أوضحِ مظاهرِها في عددٍ من كتبِه، منها: ‪ تعليقات على شرح فصوص الحكم ومصباح الأنس"،([62]) ومصباحُ الهدايَةِ إلى الخلافةِ والولايةِ، وسرُّ الصَّلاة، ورسالةُ لقاءِ الله، والجهادِ الأكبرِ جهاد النفس، والفناءُ في الحبِّ، وهذا الكتاب الأخير تُرجمَ بعدَ وفاةِ الخُمَيْنِي، وهو كتابٌ شعريٌ- نثريٌ، يتضمَّنُ خلاصةَ الأفكار الصوفيَّةِ للخُميني، والحبُّ يقصدُ بِه اللهَ، والفناءُ كما هو معروفٌ من أسِّ التُّصوفِ الفلسفيِ الكُفري، الذي يَعني جعلَ الوجودَ واحدًا، وقد وصفَ مقدمُ كتاب ديوان الخميني بأنَّه: أديبٌ تصوَّفٍ ودروشةٍ وعرفانٍ، "وإنَّه توصَّلَ إلى معرفة الله من خلال الكَشفِ القلبِي والفيضِ العشقِي الإلهِي العلوِي، وليس من التَّبحرِ بالقراءةِ في القرآنِ وعلوم الدِّين! وأنَّ "تعابيرَ الإمام العِشقيَّةِ والخمريَّةِ تمامًا كتعابيرِ أعلامِ العرفان الكبار، مثل: محي الدين بن عربي، ومولانا جلال الدين الرومي، وفريد الدين العطار، وعمر بن الفارض، وعبد الله الأنصاري".([63])

   وفيما يلي بيانٌ واضحٌ لشطحات الخميني في عقيدته الحلوليَّةِ الاتَّحَادِية:-

أ- قول الخمينِيّ بعقيدةِ الحلول الخاص:

      يقولُ الخمينِيُّ عن حلولِ النَّبيِ صلَّى الله عليه وسلَّم بالله تعالى: "والصلاةُ والسلامُ على أصلِ الأنوارِ ومحرَّمِ سرُّ الأسرارِ، المُستغرقِ في غيبِ الهويَّةِ، والمُنمَحي عنه التَّعيِناتِ السوائيَّة، أصلِ أُصولِ حقيقةِ الخلافةِ، وروحِ أرواحِ منصبِ الولايَةِ، المًستَتِرِ في حجابِ عزِّ الخِلال، والمُخمَّرِ بيدي الجلال والجمال، كاشفِ رموزِ الأَحديَّةِ بجملتها، ومُظهرِ حقائقِ الإلهيَّة برمَّتِها، المرآةُ الأتمّث الأمجدُ، سيدُنَا، أبي القاسم، محمدٍ صلَّى الله عليه وعلى آله، الشموسُ الطالعةُ من فلكِ الخلافةِ الأحمديَّة (ص)، والبدورُ المنيرةُ من أُفِقِ الولايَة العُلُوِيَّةِ(ع)".([64])

    يقول أبو منصور البغدادي: إنَّ الفرقَ الحلوليَّةَ التي ظهرت في التاريخ الاسلامي كلُّها تزعمُ حلولَ روحِ الله في أجسادِ طوائف من البشر، خاصةً، كالأنبياءِ والأولياءِ والأَئمَّةِ، وتفصيلُ فرقِ الحلوليَّةِ يَرجِعُ في الأكثرِ إلى غُلاةِ الرَّوافِضِ.([65])

     وعن حلولِ آل البيت وخاصة أميرِ المؤمنين عليٍ رضي الله عنه فيقول الخمينِيُّ: " الشموسُ الطالعةُ من فَلكِ الخلافةِ الأحمديَّةِ (ص)، والبدورُ المنيرةُ من أُفقِ الولايَةِ العُلويَّةِ (ع)، سيِّمّا خليفتُه - يعني خليفة الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم- القائمُ مقامُه في المُلك والملَكوت، المُتَحدِ بحقيقتِه في حضرتِ الجبروتِ واللاهوتِ، أصلُ شجرةِ طوبَى، وحقيقةُ سِدرةِ المُنتَهى، الرفيقُ الأعلى في مقامٍ أو أدنى، معلمُ الروحانِيِّين، ومؤيِّدُ الأنبياء والمرسلين عليٌ أميرِ المؤمنين".([66])

     إنَّ قولَ الخُميني: "المتحدُ بحقيقتِه في حضرتِ الجبروتِ واللاهوتِ": كقول النَّصارى باتحادِ اللاهوتِ بالنَّاسوتِ، وكقولِ غُلاةِ الشِّيعَةِ الذين زعموا أنَّ الله حلَّ في عليٍ".([67])

     ويقول الخُمينِي في بيان عقيدته الحلوليَّةِ أنَّ الخلافةَ النَّبويَّةَ ظهرت تمامَ الظُّهور في حضرةِ اسمِ "الله" الأعظمِ الذي هو ربُّ الحقيقةِ المُطلقةِ المُحَمديَّة: "هذه الخلافة هي روح الخلافة المحمدية (ص)، وربها وأصلها ومبدؤها؛ منها بدأ أصل الخلافة في العوالم كلها؛ بل أصل الخلافة والخليفة والمستخلف إليه. وهذه ظهرت، تمام الظهور، في حضرة اسم "الله" الأعظم ربِّ الحقيقةِ المُطلقَةِ المحمديَّةِ (ص)، أصلِ الحقائق الكليَّة الإلهيَّةَ. فهي أصلُ الخلافة، والخلافة ظهورها؛ بل هي الظاهرة في هذه الحضرة، لاتحاد الظاهر والمظهر؛ كما أشارَ إليه في الوحي الإلهي، إشارةً لطيفةً، بقول تعالى: (أنا أنزلناه في ليلة القدر). وقال شيخُنا وأستاذُنا في المعارفِ الإلهيَّة، العارف الكامل، الميرزا محمد علي الشاه أبادي الأصفهاني،([68]).. وسألته عن كيفيَّةِ الوحي الإلهي، في ضمن بياناته أنَّ "هاء" في قوله تبارك وتعالى: "إنا أنزلناه في ليلة القدر" إشارة إلى الحقيقة الغيبية النازلة في بنية المحمدية التي هي حقيقة "ليلة القدر".([69])

ب- قول الخميني بالحلول والاتحاد الكلي:

      لقد تجاوزَ الخُمَينِيُّ مرحلةَ القولِ بالحلول الجزئي، أو الحلولِ الخاصِ بعليٍّ إلى القول بالحلولِ العامِ.. فهو يقولُ: والعالمُ هو التَّعينُ الكلُّ، فهو اعتبارٌ وخيالٌ في خيالٍ عند الأحرارِ، والوجودُ من صقعه وحضرتِه لا حكمَ له بذاته؛ فلابدَّ للحكيم المتأله أنْ يستهلكَ التَّعينات في الحضرةِ الأِحديَّةِ".([70])

    وما ذهبَ إليه الخُمَينِيُّ في قوله السَّابقِ هو نفس ما ذهب إليه فيلسوف الصوفية ابن عربي في شرحِهِ لعقيدةِ وحدةِ الوجود الكفرية، حيث قال: "وإذا كان الأمرُ على ما ذكرته لك، فالعالمُ متوهَمٌ ما له وجودٌ حقيقيٌ، وهذا معنى الخيالِ، أي خًيَّلَ لك أنَّهُ أمر زائدٌ قائمٌ بنفسه خارجٌ عن الحق، وليس كذلك في نفس الأمر".([71])

       وبعد أنْ تحدَّثَ الخُمَينيُّ عن التوحيدِ ومقاماتِه حسبَ تصورِّهِ، يقولُ: "النتيجةُ لكلِّ المقاماتِ والتوحيداتِ عدمُ رؤيةِ فعلٍ وصفةٍ حتَّى من الله تعالى، ونفيِّ الكثرةِ بالكُليَّةِ، وشهودِ الوَحدةِ الصِرفَة..".([72])

      ويرى الخُمَينِيُّ ظهورَ المشيئةِ الإلهيَّةِ في صورةِ الأشياء كلِّها، كما يذهبُ إلى ذلك أصحابُ وحدةِ الوجود، فقال: "إنَّ للمشيئةِ المطلقةِ مقامين: مقامُ اللاَّتَعَيُنِ والوَحْدَة، ومقامُ لا الظهورَ بالوَحدَةِ؛ ومقامُ الكَثرةِ والتَّعَيُّنِ بصورةِ الخَلقِ والأمرِ. وهي بمقامِها الأوَّلِ مرتبطةٌ بحضرةِ الغَيبِ؛ هي الفيضُ الأقدسُ، ولا ظهورَ لها بذلك المقامِ. وبمقامِها الثاني، ظهورُ كلِّ الأشياء؛ بلْ هي الأشياءُ كلُّها أولاً وآخرًا، وظاهرًا وباطنًا".([73])

       ويبدو أنَّ قوله: "عدمُ رؤيةِ فعلِ وصفةٍ حتَّى من الله تعالى". للتَّأكيدِ على مذهبِ الاتحادية، لأنَّ رؤيةَ فعلٍ متميَّزٍ، وإثباتَ صفةٍ معيَّنةٍ لله يعني إثبات الغيرية، والتثنية، وهذا شركٌ عندهم.

      يقول أبو الحسن الماوردي: "إنَّ القائلَ بالحلول والاتحاد ليسَ من المسلمين بالشريعة، بل في الظاهرِ والتَّسميَّةِ، ولا ينفعُ التَّنزيهُ مع القول بالحلول والاتحاد، فإنَّ دعوى التنزيه مع ذلك إلحادٌ، وكيف يَصِحُّ توحيد مع اعتقاد أنَّه سبحانه حَلَّ في البشر... إنْ حلَّ كلُّه فقد انحصر في القالب البشري، وصار ذا نهايةٍ وبدايةٍ، أو بعضه، فقد انقسمَ وتبعَّض، وكلُّ هذه الأمور أباطيلٌ وتضاليلٌ".([74])

      ثمَّ ينقلُ الخُمَيْنيُّ عن أحدِ أئمته أنَّه قال: "لنا مع الله حالات هو هو، ونحنُ نحنُ، وهو نحنُ، ونحن هو". ثمَّ يُعلِّقُ على ذلك بقوله: "وكلماتُ أهلِ المعرفةِ خصوصًا الشيخُ الكبيرُ محي الدين مشحونةٌ بأمثالِ ذلكَ، مثلُ قولِه: الحقَّ خلقٌ، والخلقُ حقٌ، والحقُّ حقٌ، والخلقُ خلقٌ".([75])

    وقال: "إنَّ الحقَّ المُنزَّه هو الحقُّ المشبَّهُ". (في الأصل المنقول عنه "المشيئة" وهو تصحيف واضح).. ثمَّ نقلَ جملةً من كلماتِ الصُوفيِ الملحدِ ابن عربي المشهورِ بمحيِ الدينِ ابن عربي([76])، فقال: "وكلمات أهل المعرفة، خصوصاً الشيخ الكبير محيي الدين، مشحونة بأمثال ذلك؛ مثل قوله: الحقّ خلق، والخلق حقّ، والحقّ حقّ، والخلق خلق. وقال في فصوصه: ومن عرفَ ما قرَّرنَاه في الأعداد، وأنَّ نفيَها عينٌ ثبتها، علمَ أنَّ الحقَّ المنزَّه هو الخلقُ المشبَّه، وإنْ كان قد تميَّز الخلقُ من الخالقِ. فالأمرُ الخالقُ المخلوقُ؛ والأمرُ المخلوقُ الخالقُ. إلى أنْ قال: فالحقُّ خلقٌ بهذا الوجه، فاعتبروا وليس خلقًا بذاك الوجه، فادَّكروا، من يَدرِ ما قُلتُ لم تُخذَلْ بصيرتُه، وليس يدريه إلاَّ من له البصرُ جمَّع وفرَّق، فإنَّ العينَ واحدةٌ هي الكثيرةُ لا تبقى ولا تذر".([77])    

    وقال: "لا ظهورَ ولا وجودَ إلاَّ له تباركَ وتعالَى، والعالمُ خيالٌ في خيالِ عند الأحرارِ".([78]) فقول الخُمينيِّ: العالمُ خيالٌ في خيالِ عند الأحرار، أي لا وجود إلا وجود الله تعالى. والعالمُ مظاهرٌ لتجليَّات ظهورِه تعالى، وليس له وجودٌ حقيقيٌّ.

     ثمَّ قالَ: وقولُه: (إيَّاكَ نَعْبُدُ) رجوعُ العبدِ إلى الحقِّ بالفناءِ الكُلِّي المطلقِ".([79]) وتراه كثيراً ما يستدلُّ على مذهبِهِ في وَحدَةِ الوجودِ بقول الصوفيُّ ابن عربي محمد بن علي بن محمد الطائي الأندلسي، والذي يصفه بالشيخ الكبير.([80]) والقونوي،([81]) ويصفُه بـ"خليفة الشيخ الكبير محيي الدين".([82])

     ويشرح الخُمِينيُّ العلاقةَ بينَ الله تعالى ورسوله محمدٍ صلَّى الله عليه وسلم وفقَ عقيدةَ الحلولِ الإلهِيِّ في الإنسانِ الكامل التي يقول بها غلاة الصوفية، وعلى رأسهم عبد الكريم الجيلي.([83]) فيقولُ الخُمِينيُّ: "أولُ اسمٍ اقتضى ذلك، هو الاسمُ "الله" الأعظمُ، ربُّ العينِ الثَّابتَةِ المحمديَّة (ص)، حضرةُ الجامعة لحقائق الأسمائيَّةِ؛ فظهرتْ بصورةِ العين الثَّابتةِ المحمديَّة (ص) في النشأة العلمية، فحصل الارتباط، أي ارتباط الظاهر والمظهر، والروح والقالب، والبطون والظهور. فالعينُ الثابت للإنسانِ الكاملِ أوَّلُ ظهورٍ في نشأةٍ الأعيان الثَّابتةِ، ومفتاحُ مفاتيحِ ساير الخزائن الإلهية والكنوز المخفية الربانيّة، بواسطةِ الحبِّ الذاتِي في الحضرةِ الألوهيَّةِ".([84]) ويضيفُ الخُمينيُّ: "اعلم أنَّ النَّسبةَ بينَ العين الثابتة للإنسان الكامل وبين سائر الأعيان في حضرة الأعيان، كالنِّسبَةِ بين الاسم "الله" الأعظم في الحضرة الواحدية وسائر الأسماء في كلتا جهتيه؛ أعني جهة غيبه، المعبّر عنها بـ"الفيض الأقدس"؛ وجهة ظهوره، المعبر عنها "الاسم الله الأعظم"، ومقام "الألوهيّة" وحضرة "الواحدية" و"الجمع". فكما أنَّه بجهةٍ غيبِةٍ لا يظهرُ في مرآةِ، ولا يتعيَّنُ بتعينٍ، وبجهةٍ الأخرى تَظهرُ في جميعِ المراتبِ الأسمائيةِ، وينعكسُ شعاعُ نورِه في مرائيها، وظهورُ سائرِ الأسماءِ تَبعُ ظهورِه، كذلك العينُ الثابتُ للإنسانِ الكاملِ بجهتِه الجمعيةِ الإجماليةِ المنتسبة إلى حضرة الجمعية لا يَظهرُ في صورِ الأعيان، فهو بهذه الجِهةِ غيبٌ؛ وبجهتِه الأخرى ظاهرٌ في صورِ الأَعيانِ، في كلٍّ بحسبِ استعدادِه ومقامِه وصفاءِ مرآته وكدورتِه".([85])

 ج- قول الخميني بعقيدة الفناء الصوفية:  

     الفناءُ عند غلاة الصوفيَّةِ هو من المقامات التي يصلُ إليها السالكُ الصوفيُّ، وهو في هذا المقام يرى أنَّ الوجودَ واحدٌ، وهو وجودُ الحقٍّ وحدَه، ولا يقالُ إنَّه غيرٌ ولا سوی، لأنَّ وجودَ المخلوق هو عينُ وجودِ الخالق. ويُعرَفُ هذا النوعُ من الفناء بالفناء عن وجود السَّوِی،([86]) أو الفناء في الذات الإلهية، لأنَّ صاحبه يَفنی عن ذاتِه وعن الخلقِّ في الذات الإلهية، فلا یری موجوداً على الإطلاق إلاَّ الله، أمَّا الخلقُ فهمْ عينُ العدمِ.([87])

      يذكر الخُمينِيُّ عقيدةَ الفناءِ في الذات الإلهيَّةِ وشروطَ تحقُّقِها، فيقولُ: "مَن ملكَ سبيلَ الحقَّ، وخرجَ عن الأنانيَّةِ بقولٍ مُطلقٍ، وفنيَ ذاتاً وصفهً وفعلاً وشأناً في الربِّ المتعالِ، وسلَّم مملكةَ وجودِه إلى القيُّومِ ذيِ الجلال، وأتى الله بقلبٍ سليم، ووصلَ إلى مقامِ العبوديَّة بالطَّريق المستقيم، وتحقَّقَ بحقيقةِ (لا موجودَ سوى الله، ولا هو إلاَّ هو). ربَّما شملتهُ الرحمةُ الواسعةٌ الإلهيَّةٌ، والفيوضات الكاملة والربوبيَّةُ، بإرجاعه إلى مملكته،  إبقائه بعد فنائه، فيصير عالَمُ الوجود مملكةَ وجوده، ومقرَّ سلطته ومسندُ أمارته".([88]) وذكر بأنَّ الإنسانَ إذا بلغ مرتبةً، تُفنى فيه قواهُ وإرادتُه في إرادة الحقِّ وتبدأُ النتائجُ العظيمةُ، فيكون الإنسانُ الطبيعيُ إلهيًا.([89]

د- قول الخُمَيني بالكشف الصوفي:

  الكشف عند الصوفية هو: "الإطلاع على ما وراء الحجاب من المعاني الغيبية والأمور الحقيقية وجودا وشهودا".([90]) وقال السراج الطوسي([91]) معرفًا الكشف: "الكشفُ: بیانُ ما يستترُ على الفَهمِ، فَيُكشَفُ عنه للعبدِ كأنَّه رأيُ العينِ".([92])

      وقد أشارَ الخُمَينيُّ للكشف الصوفي في الوصول لمعرفة الغيب والاطلاع على ما في اللوح المحفوظ في "منزلة الكشف والشهود".. وبهذا المعنى تحدَّثَ الخُمينيُّ في كتابه (الأربعون حديثاً)، بقوله: "نفسُ العلمِ حجابٌ غليظٌ، فإذا لم يُخرق هذا الحجابٌ بتوفيقٍ من الله سبحانه في ظلِ التقوى الكاملةِ، والترويض المُجهدِ للنَّفْسِ، والإنقطاعِ التَّام لله تعالى، ومناجاتِه الصادقةِ معه، لم تُشرِق في قلب السالك أنوار الجمال والجلال، ولم يشهَد قلبُ المُهاجر إلى الله المشاهداتِ الغيبيه، ولم يتمتع بالحضور العيني لتجلّيات الأسماء والصفات، فضلاً عن الحظوه بالتجلّيات الذاتيه".([93]) كما يذكر الخُمَينيُّ: "ألا فأرفع الحجاب عني! ارفعه. فأنا مفتضحٌ بك". وقوله: "أرفع الحجابَ من بيننا حتَّى تجدُ عيني التائهةُ طريقًا إلى وجهِك". ويذكرُ الخُمَينيُّ في (المحجة البيضاء): إنَّ إشتغالَ القلبِ بشهواتِه بمقتضى حواسِه حجابٌ مرسلٌ بينه وبينَ مطالعةِ الَّلوحِ الذي هو عالم الملكوت، فإذا هبَّت ريحُ حركَّت الحجابَ وازاحتَه، تلألأَ شيءٌ من عالمِ الملكوت في مرآةِ القلب كالبرق السريع".([94]) وواضحٌ ممَّا سبقَ أنَّ الخُمَينيَّ قد وضعَ نفسَ شروط من سبقوه من الصوفية، لهتك الحجابِ من خلال طريقة الكشف، ومن أبرزها التقوى الكاملة، والترويضُ المُجهدَ للنَّفْسِ، والإنقطاعُ التَّام لله تعالى، ومناجاتُه الصادقةُ.

ثالثا: دعوى النُّبوة:

     لقد أفرزت خيالاتُ الخُمينِي الفلسفيَّةَ دعوَى غريبةً، وما هي إلاَّ كفرٌ صريحٌ، كما سيتبيَّنُ في عرضنا لما رسمه الخُمينيَّ للسالكِ الصوفِي من أسفارٍ أربعةٍ هي:

 السَّفرُ الأوَّلُ: السفر من الخلق إلى الحقّ، برفع الحجب الظلمانية والنورانية التي بينه وبين حقيقته التي معه أزلاً وأبداً. وأصولها ثلاثة: وهي الحجب الظلمانية النفسانيّة والنورانية العقلية، والروحيّة. أي بالتَّرَقِي من المقاماتِ الثَّلاثةِ برفعِ الحُجبِ الثَّلاثةِ. فإذا رُفعَ الحجبُ يشاهدُ السالكُ جمالَ الحقِّ، وفَنِيَ عن ذاتَة، وهو مقام "الفناء. وفيه السرُّ الخفيُّ والأَخفَى، فينتهي سفره الأول؛ ويصير وجوده وجوداً حقانيّاً؛ ويَعرضُ له المحوُ ويصدرُ عنه الشَّطحُ، فيحكم بكفرِه، فإنْ تداركتْهُ العنايَةُ الإلهيَّةُ.. فيقرُّ بالعبوديَّةِ بعد الظهورِ بالربوبيَّةِ.

 السَّفرُ الثاني: وهو السَّفرُ من الحقِّ إلى الحقِّ بالحقِّ. وإنَّما يكونُ بالحقِّ لأنَّه صار وليًّا، ووجوده وجودًا حقّانيًا؛ فيأخذ بالسلوكِ من الذَّاتِ إلى الكمالات، حتَّى يعلمَ الأسماءَ كلَّها، إلاَّ ما استأثرَه عنده. فيصير ولايتُه تامَّةً، وتَفنى ذاتُه وصفاتُه وأفعالُه قي ذاتِ الحقِّ وصفاتِه وأفعالِه. وفيه يحصل الفناءُ عن الفنائية أيضًا، الذي هو مقام الأْخفَى، وتتمُّ دائرةُ الولايةِ وينتهي".. أي ينتهي السَّفرُ الثاني عند الخُمينِي إلى أنْ تصيرَ ولايتُه تامةً، وتفنى ذاتُه وصفاتُه وأفعالُه في ذاتِ الحقِّ".

السَّفرِ الثَّالثِ: يَحصلُ للسافر فيه الصَّحوُ التَام، ويبقى بإبقاء الله، ويسافرُ في عوالم الجبروت والملكوت والنَّاسوت، ويحصلُ له حظٌ من النُّبوةِ، وليستْ له نُبوَّةُ التَّشريع، وحينئذ ينتهي السَّفرُ الثالثُ.

 السَّفرِ الرَّابِعِ: وهو من الخلقِ إلى الخلقِ بالحقِّ. فيشاهدُ الخلائقَ وآثارَها ولوازمَها؛ فيعلمُ مضَارَّها ومنافعَها؛ ويعلمُ كيفيَّةَ رجوعِها إلى الله وما يسوقها؛ فيخبرُ بها وبما يمنعها. فيكون نبيّاً بنبوة التشريع. أي بالسَّفرِ الرابع: "يكون نَبيًا بِنُبوَّةِ التَّشريع.([95])

   فمراحلُ السَّفرِ عند الخُمينِي هي: الفناءُ، ثمَّ الولايةُ وفيها الفناءُ عن الفناءِ، ثمَّ النُّبوةُ بلا تشريعٍ، ثمَّ النُّبوةُ الكاملةُ، وهي تتضمَّنُ: أنَّ النُّبوةَ مكتسبةٌ عن طريق رياضات ومجاهداتِ أهل التصوف، وهي دعوى ترتدُّ إلى أصولٍ فَلسفيَّةٍ صوفيَّةٍ قديمةٍ.                 

   إنَّ ما ذهبَ إليه الخُمينِيُّ من القولِ بأنَّ النبوةَ مكتسبةٌ سبقه إليه الفلاسفة الإسلاميين كابن سينا والفارابي([96])، وهو اعتقادٌ فاسدٌ مخالفٌ لنصوص القرآن الكريم والسنة النبوية ولإجماع المسلمين، فالله تعالى يختصُّ برحمته من يشاء من عباده، وهو أعلم حيث يجعل رسالته، ولا يشترط في النبوة استعداد ذاتي كما زعم ابن سينا، ولا تنالُ بمجرد الكسب، وتكلُّف أنواع العبادات، وتطهيرُ الأخلاق، ورياضةُ النفس، والله تعالى بيَّن في كتابه العزيز أنَّ النُّبوَةَ اصطفاءٌ واختيارٌ واجتباءٌ إلهيٌ، وهي فضل من الله يؤتيه من يشاء من عباده،([97])

   إنَّ نصوصَ القرآنِ الكريمِ التي تبيِّنُ أنَّ النُّبوَةَ اصطفاءٌ واختيارٌ كثيرةٌ، ومن ذلك: قوله تعالى: (الله يصطفي من الملائكة رسلاً ومن الناس إنَّ الله سميع بصير) سورة الحج:75، وقوله: (إنَّ الله اصطفى آدم ونوحاً وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين) سورة آل عمران:33، وقوله تعالى لنبيه موسى: (قَالَ يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ) سـورة الأعراف:144، وقوله تعالى: (وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ إِنَّا أَخْلَصْنَاهُمْ بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ وَإِنَّهُمْ عِنْدَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيَارِ) سورة ص: 45-47. وقد بيَّن الله تعالى في أكثر من آية أنَّ النبوةَ نعمةٌ ربانيةٌ إلهيةٌ، ومن ذلك: قوله تعالى: (أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرائيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا) مريم:58، وحكى الله عزَّوجل قول نبيه يعقوب عليه السلام لابنه يوسف: (وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبّكَ) يوسف:6.

       يقول القاضي عياض: "ونُكَفِّرُ من ادَّعى النُّبوةَ لنفسه، أو جوَّزَ اكتسابَها، والبلوغَ بصفاءَ القلب إلى مرتبتها كالفلاسفة وغلاة الصوفية".([98]) فهذه المقالة تنعقُ بالكفرِ الصَّريحِ، وهي كفرٌ بالنُّبوة وبالأنبياء، وخروجٌ عن دين الإسلام، ويبدو أنَّه يدعي لنفسه سلوك هذه "المقامات".. وقد ذكر الخميني في كتابه الحكومة الإسلامية: "أنَّ الفقيه الرافضي بمنزلة موسى وعيسى".([99])

      وقد ذكرنا عن الشِّيعَةِ معتقدَهم أنَّ مقامَ الإمامةِ عندهم أعلَى من مقامِ النُّبوةِ، مع العلمِ أنَّ الخُميني لا يُدعى في إيران إلاَّ "بالإمام"، أي بالوصف الذي فوقَ وصفِ النُّبوةِ عندهم. وقد قالَ كلُّ من مرتضى كتبي- أستاذ العلوم الاجتماعية في جامعة طهران- وجان ليون فاندورن، الصحافي فرنسي-: "بالنسبة للغالِبيَّةِ العُظمى من الشَّعبِ الإيراني لم يَعُدْ روحُ الله الخميني آيةَ الله، إنَّمَا الإمامُ، وهو لقبٌ نادرًا ما أُعطِيَ في تاريخِ الشِّيعَة".([100])

     وقد أكَّدَ هذا المعنى فخرُ الدين الحجازي أحدُ المسئولين الإيرانيين حين قال: "إنَّ الخميني أعظمُ من النَّبِي موسى وهارون" فنالَ بهذا القول رضَا الخميني فعينه نائباً عن طهران، ورئيساً لمؤسسة المستضعفين، وهي أعظمُ مؤسسةٌ ماليَّةٌ في البلاد".([101])

      ونجد علاَّمة الشِّيعَة اللبناني محمد جواد مغنية يلمِّحُ إلى شيءٍ من تفضيلِ الخميني على نبي الله موسى عليه السَّلام  حين قال: "وقال السيِّدُ المعلِّمُ في الحكومة الإسلامية: "لماذا الخوف؟ فليكن حبساً أو نفياً أو قتلاً، فإن أولياء الله يشرون أنفسهم ابتغاء مرضاة الله".([102]) ثم علَّقَ على ذلك محمد جواد مغنية بقوله: "وليست هذه الكلمات مجردُ سورةٍ من سورات الغضب كما فعل موسى(ع) حين ألقى الألواح -التوراة- وأخذ برأس أخيٍه يجرُّه، بل تنبني أيضاً على العلم والمنطق الصارم، دون أنْ تلفَحَهُ نارُ العاطفة".([103])

    ويقال: إنَّ الخميني أدخلَ اسمَه في أذان الصلاة وقدَّمه على الشهادتين. يقول د. موسى الموسوي- حفيد شيخهم أبي الحسن الموسوي الأصبهاني، وهو أستاذ يحمل الدكتوراه من جامعة طهران، وجامعة باريس-: "أدخل الخميني اسمه في أذان الصلوات، وقدم اسمه على اسم النَّبِي الكريم، فأذان الصلوات في إيران بعد استلام الخميني للحكم، وفي كل جوامعها كما يلي: "الله أكبر، الله أكبر(خميني رهبر) أي أن الخميني هو القائد، ثمَّ أشهدُ أنَّ محمداً رسولُ الله".([104])

رابعا: تشييد القبور وشد الرحال إليها:

     يقول آية الخميني: "فطلبُ الحاجةِ من الحجرِ أو الصَّخرِ ليس شركاً، وإنْ يكن عملاً باطلاً، ثمَّ إنَّنا نطلبُ المددَ من الأرواحِ المُقدَّسَةِ للأنبياء والأَئمَّة ممَّن قد منحَهُم اللهُ القدرةَ". أي ممَّن منَحَهُم الله تعالى القدرةَ على التأثيرِ. وعلى إجابةِ المُضطَّرِ إذا دعَاهُم.([105])

    وهذا عيْنُ الكفرِ والشِّركِ.. والتَّكذيبِ للتَّنزيلِ! وممَّا استدلَّ به الخميني على جوازِ تشييدِ القبورِ وشدِّ الرَّحال إليها، والعكوفِ عندها، الروايةُ الملفَّقةُ عن النَّبِي صلى الله عليه وسلَّم أنَّه قال لعليٍ بن أبي طالبٍ: يا أبَا الحسنِ إنَّ اللهَ جعلَ قبرَكَ وقبورَ أولادِك بقعةً من بقاعِ الجَنَّة، وصحْناً من صُحُونِها، وإنَّ الله أدخلَ في قلوبِ المختارين من خلقِهِ حبَّكُم، وجعلَهم يتحمَّلونَ الأذَى والذُلَّ من أجلِكم، ويقومون بإعادةِ بناءِ قبورِكم، ويأتونَ لزيارتِكُم تقربًا إلى الله، وزُلفى إلى رسولِه، وهؤلاء مشمولون بشفاعتي يا عليُّ، إنَّ من يَبني قبورَكم يُصِيبُهُ ثوابُ سبعينَ حجةٍ غيرَ حجةِ الإسلام، وتُمحى خطاياه ويُصبحُ كمن ولدتهُ أمُّهُ، إنَّي أبشرك بذلك، وبشِّرْ أنتَ مُحبِيِّكَ بهذه النِّعمةِ التي لم ترَها عينٌ، ولم تَسمُعْ بها أذنٌ، ولم تطرأْ على بالِ أحدٍ، إلاِّ أنَّ هناك توافهُ من النَّاسِ يلومون زائري قبورِكم، كما يلومونَ المرأةَ الزانيةَ، إنَّ هؤلاء هم أشرارُ أمَّتِي، والله لا يشملُهم بشفاعتي".

خامسًا: غلوُّ الخميني في عليٍ رضي الله عنه:

     من منطلقِ دعوَى حُلولِ الربِّ بعليٍ رضيَ الله عنه ينسبُ الخمينيُّ لأميرِ المؤمنين عليٍ أنَّه كانَ يقولُ: "كنتُ من الأنبياءِ باطنيًا، ومع رسولِ الله ظاهرًا".([106]) ويعلِّقُ عليه فيقولُ: "فإنَّه عليه السَّلام صاحبُ الولاية المطلقة الكليَّة، والولايةُ باطنُ الخلافة. فهو عليه السَّلام بمقامِ ولايتِه الكُليَّةِ، قائمٌ على كلِّ نفسٍ بمَا كسبَت، ومع كلِّ الأشياءِ معيَّةً قيُّوميَّةً ظِليَّةً إلهيَّةً ظلَّ المعيَّةِ القيوميَّةِ الحقة الإلهية، إلاَّ أنَّ الولايةَ لمَّا كانت في الأنبياءِ أكثرَ خصَّهُم بالذِّكر".([107]) وقال في قوله عزَّوجلَّ: (يُدَبِّرُ الأَمْرَ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لَعَلَّكُم بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ) الرعد:2. قال: "أي ربكم الذي هو الإمام".([108])

      ويقول الخُمَيني: "قال شيخُنا وأستاذُنا في المعارفِ الإلهيَّةِ العارفُ الكاملُ شاه آبادي أدامَ اللهُ ظلَّه على رؤوسِ مريديِه: لو كان عليٌ عليه السَّلام ظهرَ قبلَ رسولِ الله صلَّى الله عليه وآله لأظهرَ الشَّريعةَ كما أظهرَ النَّبِيُّ صلَّي الله عليه وآله؛ ولكان نبياً مُرسَلاً. وذلك لاتحادِهما في الرَّوحانيِّةِ والمقاماتِ المَعنويَّةِ والظَاهريَّةِ".([109])

 

تفضيل آية الله الخميني الأَئمَّة على جميع الأنبياء عليهم الصلاة والسَّلام:

   ذهب الزعيم الشيعي آيةُ الله الخُمَينِي مذهبَ غلاةِ الشِّيعَةِ الاثنا عشرية في تفضيل الأَئمَّةِ على جميع الأنبياءِ عليهم الصلاة والسَّلام بما فيهم خاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم، وممَّا يدلُّ على ذلك أقوالُه في بعضَ كتبه، وخطبه، ومن ذلك قوله: "إنَّ للإمام مقامًا محموداً ودرجةً ساميةً، وخلافةً تكوينيةً تخضعُ لولايتها وسيطرتها جميعُ ذرَّاتِ هذا الكون، وإنَّ من ضروراتِ مذهبِنَا أنَّ لأئمَّتِنَا مقامًا لا يبلُغهُ ملكٌ مقربٌ ولاَ نبيٌ مرسلٌ.. وقد وردَ عنهم (ع) أنَّ لنا معَ اللهِ حالاتٍ لا يَسعها ملكٌ مقربٌ، ولا نَبيٌ مرسلٌ".([110])

الخُمينيُّ يتهجَّم على النبي محمد صلى الله عليه وسلم:

     قال الخُمينيُّ عن الغائب المنتظر: "لقد جاءَ الأنبياءُ جميعاً من أجلِ إرساءِ قواعدِ العدالةِ، لكنَّهم لم ينجحوا حتَّى النَّبيِ محمدٌ خَاتمُ الأنبياء الذي جاء لإصلاح البشرية، لم ينجحْ في ذلك، وإنَّ الشخصَ الذي سينجحُ في ذلك هو المهدي المنتظر".([111])

    ووصف الخُمينيُّ الأنبياء عليهم السَّلام  بالعجزِ في تحقيق العدل، بينما الإمام المختفي في السرداب سينجح عند خروجه، فقال: "ونقول بأنَّ الأنبياءَ لم يوفقوا في تنفيذ مقاصدهم، وإنَّ الله سبحانه سيبعث في آخر الزمان شخصاً يقوم بتنفيذ مسائل الأنبياء... وأنَّ الإمام المهدي الذي أبقاه الله سبحانه وتعالى ذخراً من أجل البشرية، سيعمل على نشر العدالة فـي جميع أنحاء العالم، وسينجح فـيما أخفق فـي تحقيقه جميع الأنبياء.([112])

    ويقول الخمينيُّ: "واضحٌ أنَّ النَّبيَّ لو كانَ قدْ بلَّغَ بأمرِ الإمَامةِ طبقًا لِمَا أمرَ اللهُ بِه وبذلَ المساعي في هذا المجالِ لمَا نشبت في البلدان الإسلامية كلُّ هذه الاختلافات والمشاحنات والمعارك، ولمَّا ظهرتْ خلافاتٌ في أصول الدين وفروعه".([113]) وقال أيضًا: "وبالإمامة يكتمل الدين والتبليغ يتم".([114])

     لقد بلغتْ استهانةُ الخميني برسولِ الله رضي الله عنهم أنْ فضَّلَ الشعبَ الإيرانِيَ على الصحابة رضي الله عنهم، كما ذكرَ ذلك فـي وصيته بقولِه: "وأنا أَزعمُ بجرأةٍ أنَّ الشعبَ الإيرانيَّ بجماهيرِه المليونيَّةِ فـي العصرِ الرَّاهنِ أَفضلُ من أَهلِ الحِجازِ فـي عصرِ رسولِ الله".([115]) ومعلوم أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم بنى مجتمعًا مسلمًا أروع وأشرف مجتمع عرفه التاريخ، وأنْ يضع لمشاكل هذا المجتمع حلًا بعد أن كان يعيش في ظلمات الجهل والخرافات، فأصبح مجتمعًا يضرب به المثل في جميع الكمال الإنساني، وهذا بفضل الله وحده، ثم بفضل هذا النبي الحكيم.([116]) ويكفي في بيان خيرية الصحابة رضي الله عنهم على غيرهم من شعوب الأرض شهادة النبي صلى الله عليه وسلم لهم، قال صلى الله عليه وسلم: "خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي ثمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ".([117])

    والصحابة أبرُّ هذه الأمةِ قلوبًا، وأعمقُها علمًا، وأقلَّها تكلفًا، وأقومُها هديًا، وأحسنُها حالًا، اختارهم الله لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم وإقامة دينه". كما قاله ابن مسعود رضي الله عنه.([118]) وهم صفوةُ خلق الله تعالى بعد النبيين عليهم الصلاة والسَّلام، فعن ابن عباس رضي الله عنهما في قول الله عزَّوجلَّ (قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى) النمل:59، قال: أصحابُ محمدٍ صلَّى الله عليه وسلَّم.([119])

      إنَّ أقوالَ الخُمينيَّ تتضمَّنُ الكفرُ الصَّريحُ كونها تناقضُ مناقضةً صريحةً للكتاب الكريم، والسُّنَّةِ النَّبويةِ، وما أجمع عليه المسلمون وأئمتهم وعلماؤهم .وفيه إنكارٌ للمعلوم بالاضطرار من دين الإسلام، فالله عزَّوجلَّ قال في حقِّ نبيِّه عليه السَّلام : (إِنَّا أَنزلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا) سورة النساء:105، ولقد بيَّن لنا النبي الله صلى الله عليه وسلم أنَّ من اتهمه بعدم العدل فهو من الخائبين الخاسرين، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو يقسم قسما أتاه ذو الخويصرة، وهو رجل من بني تميم، فقال: يا رسول الله اعدل، فقال: ويلك ومن يعدل إذا لم أعدل، قد خبت وخسرت إن لم أكن أعدل. فقال عمر: يا رسول الله ائذن لي فيه فأضرب عنقه، فقال: دعه فإن له أصحابا، يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم، وصيامه مع صيامهم، يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدين كما يمرقُ السَّهمُ من الرَميَّةِ ".([120])

   وأقوال الخميني فيها من الطعن في كمال رسالة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وانتقاص من مقامه عليه السَّلام ، وقد قال تعالى: (وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيراً) سورة النساء:115.

   ويقال للخميني إذا لم يُحَقِّقُ رسولُ صلى الله عليه وسلم العدلَ الإلهيَ كما زعمت، فهذا يعني أنَّه لم يبلغ رسالةَ ربِّه تعالى التي تتضمَّنُ غايةَ العدل وكمال الإنصاف قال الله تعالى) :يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ) سورة المائدة:67، وكل مسلم يؤمن أن الرسول صلى الله عليه وسلم حقق العدل الإلهي بما لا مزيد عليه، وكل خليفة أو أمير حقق شيئاً من الإنصاف بعده فإنما حققه مقتدياً به.([121]) وإذا لم يحقق أحد من الأنبياء عليهم السَّلام  العدل إلا مهدي الشِّيعَة كما زعم الخميني فإن العدل لن يتحقق في الأرض لأنَّ مهدي الشِّيعَة شخصية خرافية وهمية، ليس لها وجود سوى في الكتب التي تروي الموضوعات والأكاذيب، وفي الرؤوس المحشوة بالخرافات، فالحسن العسكري الإمام الحادي عشر قد ثبت بالدليل والبرهان أنه كان عقيما ولم ينجب، وأن ميراثه قد تم قسمته بعد وفاته.([122])

      وقد استنكرت أقوال الخميني رابطة العالم الإسلامي في بيان أصدرته الرابطة بهذا الشأن، وتمَّ نشرهُ في جريدة أخبار العالم الإسلامي بتاريخ 9 رمضان 1400هـ، كما أصدر علماءُ المغرب فتوى دينيةً رداً على تصريحات الخميني نشرت في العدد الرابع من مجلة (دعوى الحق) عدد شعبان- رمضان سنة 1400هـ، والصادرة عن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في المملكة المغربية. وقد جاء في هذه الفتوى: أنَّ أقوالَ خميني أقوالٌ شنيعةٌ، ومزاعمٌ باطلةٌ فظيعةٌ، تُؤدِّي إلى الإشراكِ بالله عزَّوجلَّ".

     كما أصدرت رابطة العلماء في العراق بيانا بشأن تخرصات الخميني، واتهامه الأنبياء عليهم السَّلام  بعدم تحقيقهم للعدالة، جاء فيه: "وحيث إن هذا الزعم يشكل انحرافاً عن جوهر الشريعة الإسلامية، وردة عن تعاليم الدين الحنيف، ومخالفة صريحة لقوله تعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسْلامَ دِينًا) سورة المائدة:3، ودساً خطيراً يبتغي به زاعمه – لأغراض في نفسه– تحويل أنظار المسلمين عن النبي العربي الكريم صاحب الخلق العظيم الذي بعثه الله رحمة للعالمين ومنقذاً للبشرية من الظلمات إلى النور.([123])

       كما أدان الشيخ الحبيب بلخوجة مفتي الجمهورية التونسية تصريحات الخميني، وقال الشيخ بلخوجة في كلية الزيتونة: "إنَّ هذه التصريحات تشكِّلُ مساساً بالدين، وتتناقضُ تماماً مع مبادئ القران الكريم... وإنَّ الذي يتجاهل السنة، ويناقض القران الكريم: يكذب إذا ادعى أنه ينتمي إلى الإسلام أو أن يكون حاملاً لرايته".([124])

     وقد استنكرت الجماعة الإسلامية أقوال الخميني -التي أنشأها الشيخ أبو الأعلى المودودي في باكستان- وعدَّتها نفيًا للإسلام وتاريخِه، وأمرًا لا يحتملُه حتَّى الأصدقاء.([125])

     وقد ذكر اعتقاد الشِّيعَة في تفضيل الأَئمَّة على الأنبياء بعض علماء أهل السنة منهم: أبو منصور عبد القاهر البغدادي الشافعي([126])، والقاضي عياض الحنبلي([127])، وشيخ الإسلام ابن تيمية.([128]

     وبدراسة كتب وأقوال الشِّيعَة المتقدمين والمتأخرين يظهر أنَّ معظمَهم ذهب إلى اعتقاد تفضيل أئمتهم على جميع الأنبياء عليهم السَّلام بما فيهم رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم. وأنَّ منهم من يفضل الأَئمَّة على جميع الأنبياء عليهم السَّلام ما عدا خاتمهم صلى الله عليه وسلم.

منزلة الإمامة عند الشِّيعَة:

    إنَّ الإمامةُ عند الشِّيعَةِ تختلفُ عن الإمامةِ في الدِّين عند أهل السُّنَّة والجماعة، فالإمامُ عند الشِّيعَةِ له من الخصائصِ كما للنَّبِيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم!، يقرِّرُ ذلك محمدُ حسين آل كاشف الغطاء فيقول: "إنَّ الإمامةَ منصبٌ إلهيٌ كالنُّبوة، فكما أنَّ الله سبحانه يختارُ من يشاءُ من عبادِه للنُّبوةِ والرِّسَالةِ، ويؤيِّدُ بالمعجزة التي هي كنصٍ من الله عليه.. فكذلك يختارُ للإمامَة من يشاءُ ويأمرُ نبيَّه بالنَّصِ عليه، وأنْ يُنَصِّبُه إماماً للنَّاسِ من بَعدِه".([129])

    والإمامةُ عند الشِّيعَةِ أحدُ أركانِ الإسلام الخمسة، فهم يعتقدونَ كما جاءَ في أصول الكافي عن أبي جعفر أنَّه قال: "بنِيَ الإسلامُ على خمسٍ، على الصلاة، والزكاة، والصوم، والحج والولاية، ولم يُنادَ بشيءٍ كما نُودِيَ بالوِلاية، فأخذ الناسُ بأربعٍ، وتركوا هذه – يعني الولاية-".([130])

    يقول آية الله العظمى الخميني: "الإمامة إحدى أصول الدين الإسلامي".([131])  

ويقول الخُمينيُّ: "نحنُ نعتقدُ بالولايَةِ، ونَعتقدُ ضرورةَ أنْ يُعيَّنَ النَّبِيُّ خليفةً من بعدهِ، وقد فعلَ..".([132]) ويقولُ بعدَ قليلٍ: "وكان تعيينُ خليفةِ من بعده عاملاً ومتممًا ومكملاً لرسالتِه".([133]) ثمَّ يوضِّحُ ذلك فيقول: "بحيثُ كانَ يُعتَبرُ الرسول صلَّى الله عليه وآله وسلَّم لولا تعيينُ الخليفةِ من بعده غيرَ مبلِّغٍ رسالته".([134]) روى الكليني في كافيه: "إنَّ الإمامةَ أجلُّ قدرًا وأعظمُ شأنًا وأعلا مكانًا وأمنعُ جانبًا، وأبعدُ غورًا من أنْ يبلغَها النَّاسُ بعقولِهم، أو ينالُوها بآرائِهم، أو يقيموا إمامًا باختيارِهم".([135])

    ويقول آية الله الخميني: "إنَّ ما مرَّ فـي ذيلِ الحديثِ الشَّريفِ من أنَّ ولايةَ أهلِ البيت ومعرفتِهم شرطٌ فـي قَبولِ الأعمال يعتبرُ من الأمور المسلَّمةِ، بلْ تكونُ من ضروريَّاتِ مذهبِ التَّشيُّعِ المُقدَّسِ، وتكون الأخبارُ فـي هذا الموضوع أكبرُ من طاقةِ مثلِ هذه الكتبِ المختصرةِ على استيعابها أكثرَ من حجمِ التَّواترِ، ويتبرَّكُ هذا الكتابُ بذكرِ بعضِ تلكَ الأخبارِ".([136]) والخميني يعتقد أن صحائف الأعمال تعرض على مهدي الشيعة فيقول: "إنَّ صحائف أعمالنا تعرضُ على الإمام صاحب الزمان (سلام الله عليه) مرتين في الأسبوع حسب الرواية".([137])

الأئمة الاثناعشر معصومون:

     تبدو فكرةُ العِصْمةِ عندَ الشِّيعَةِ رَدةُ فعلٍ تجاهَ مخالفيِهِم في قضيَّةِ إمامةِ عليٍ رضي الله عنه وبقيةِ الأَئمَّةِ، فقد ظهرَت هذه الفكرةُ كصفةٍ ملازمةٍ للإمامِ، تَردُّ له اعتبارَه وتسمُو بِه عن بقيَّةِ النَّاسِ.([138])

    وقد ذهبَت الشِّيعَةُ إلى القولِ بعصمةِ الأَئمَّةِ، فالأَئمَّةُ لا يُخطئون عمدَاً ولا سهوَاً ولا نسياناً طولَ حياتِهم، ولا فرقَ في ذلك بينَ سنِّ الطُّفولةِ وسِنِ النُّضجِ العقلِيِّ، ولا يختصُّ هذا بمرحلةِ الإمامةِ.. وزعموا: أنَّ الله سبحانَه وتعالى عصمَ اثنينِ فلمْ يَسجدا لصنمٍ قط، وهما: محمد بن عبد الله، وعليٌ بن أبي طالب، فلأحدِهما كانت الرسالةُ، وللآخرُ كانت الإمامةُ، أمَّا الخلفاءُ الثلاثةُ فلم يُعصَموا، لأنَّهم ظالمون ليسوا أهلاً للإمَامةِ. وعلماءُ الشِّيعَةِ قد أثبتوا وجوبَ عصمةِ الأَئمَّةِ قبل الكلام عن عصمةِ الأَنبياءِ، فعقيدتُهم في عصمةِ الأَنبياء واجبةٌ، لأنَّ ما يلزمُ للإمامِ يلزمُ للنِّبيِّ من بابِ أَولَى. والشِّيعةُ الإماميَّةُ يرونَ أنَّ الأَئمَّةَ معصومون منزهون عن الخطأ، وإلاَّ ما جازَ قبولُ الشَّرعِ عنهم، يقول محمد الريشهري: الإمام المستحِقُّ للإمامةِ له علاماتٌ، فمنها: أنْ يعلمَ أنَّه معصومٌ من الذُّنوبِ كلِّها صغيرِها وكبيرهاِ، لا يزلُّ عن الفُتيَا، ولا يُخطئُ في الجواب، ولا يَسهو ولا يَنسى، ولا يلهو بشيءٍ من أمرِ الدُنيَا".([139])

    يقول الخميني: "إنّ الأَئمَّةَ الذين لا نَتَصوَّرُ فيهم السَّهوَ والغفلةَ، ونعتقدُ فيهم الإحاطةَ بكلِّ ما فيه مصلحةُ المسلمين".([140])

   ويقول آية الشِّيعَة الكبرى الخميني: "أعلم أيها الحبيب، أن أهل بيت العصمة عليهم السَّلام ، يشاركون النَّبِي فـي مقامه الروحاني الغيبي قبل خلق العالم، وأنوارهم كانت تسبح وتقدس منذ ذلك الحين، وهذا يفوق قدرة استيعاب الإنسان حتى من الناحية العلمية. ورد فـي النص الشريف: "يا محمد، إنَّ الله تبارك وتعالى، لم يزل منفرداً بوحدانيته، ثمَّ خلق محمدا وعليا وفاطمة، فمكثوا ألف دهر، ثم خلق جميع الأشياء، فأشهدهم خلقها، وأجرى طاعتهم عليها، وفوض أمورهم إليهم، فهم يحلُّون ما يشاءون أو يحرِّمون ما يشاءون، ولن يشاؤوا إلاَّ أن يشاء الله تعالى، ثمَّ قال: يا محمد، هذه الديانة التي من تقدمها مرق، ومن تخلف عنها محق، ومن لزمها لحق، خذها إليك يا محمد". وما ورد فـي حقهم عليهم السَّلام  فـي الكتب المعتبرة يبعث على تحيّر العقول، حيث لم يقف أحد على حقائقهم وأسرارهم إلاَّ أنفسهم صلوات الله وسلامه عليهم".([141])

 

تأليه الشيعة للأئمة الإثناعشر:

   لقد ألَّه آيةُ الله الخُمينيِّ على - طريقة عقيدة وحدة الوجود الكفرية- فاطمةَ رضي الله عنها، فقال: "لم تكن الزهراءُ امرأةً عاديةً. كانت امرأةً روحانيةً.. امرأة ملكوتيَّةٌ.. كانت إنساناً بتمامِ معنى الكلمة.. نسخةٌ إنسانيةٌ متكاملةٌ.. امرأةٌ حقيقيةٌ كاملةٌ.. حقيقةُ الإنسانِ الكامل. لم تكنْ امرأةً عاديةً؛ بل هي كائنٌ ملكوتيُّ تجلَّى في الوجودِ بصورةِ إنسان.. بل كائنٌ إلهيٌ جبروتيٌ ظهرَ على هيئةِ امرأةٍ".([142])

    وما ذهب إليه الخميني من تأليه فاطمة الزهراء رضي الله عنها ردده الكاتب الكويتي إبراهيم الأنصاري، حيث نسب القول إلى أمير المؤمنين علي رضي الله عنه، قال: "لم تكن الزهراء امرأة عاديَّة، بل كانت امرأة روحانيَّة، امرأة ملكوتيَّة، إنساناً بكلِّ ما للإنسان من معنى، إنَّها موجود ملكوتي ظهر في عالمنا على صورة إنسان، بل موجود إلهي جبروتي ظهر بصورة امرأة".([143])

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

اعتقاد الشيعة الإمامية أنَّ قبرَ الحسين شفاءٌ من كل داء:

    تعتقد الشِّيعَةُ أيضًا أنَّ قبرَ الحُسينِ بن عليٍ هو شفاءٌ من كلِّ داءِ، فقد ذكر شيخهم المجلسي قرابةً من ثلاثٍ وثمانين رواية في كتابِه بحارِ الأنوار عن تربةِ الحُسينِ وفضائلِها وأحكامِها وآدابِها، ومنها قوله: "قال أبو عبد الله: حنِّكوا أولادَكم بتربةِ الحُسينِ فإنَّه أمانٌ". وروي عن أبي عبد الله عليه السَّلام  قال: من أصَابَتْهُ علةٌ فتدَاوى بطينِ قبرِ الحُسَينِ عليه السَّلام  شفاهُ اللهُ من تلكَ العلَّةِ إلاَّ أنْ تكونَ علةً السَّام- السام هو الموت-".([144]) وقال أيضاً: "ثمَّ يقومُ ويَتَعلَّقُ بالضَّريحِ، ويقولُ: "يا مولاي يا بنَ رسولِ الله إنِّي آخذُ من تربتِك بإذنِك، اللهمَّ فاجعلهَا شفاءً من كلِّ داءٍ، وعزاً من كلِّ ذلٍ، وأمناً من كلِّ خوفٍ، وغنىً من كلِّ فقرٍ".([145])

    وأفتى آيةُ الله الخميني لأتباعِه ومريدِيه بأنْ يأَكٌلوا من تربةِ الحُسينِ للاستشفاءِ بها حيثُ يَرَى أنَّ لها فضيلةً لا تَلحقُ بها أيُّ تربةٍ، حتَّى تربة قبرِ النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، حيث قالَ ما نصُّه: "يُستثنَى من الطِّين طينُ قبرِ سيدِّنا أبي عبد الله الحسين عليه السَّلام  للاستشفاء ولا يجوزُ أكلُه بغيرِه، ولا أكلَ ما زادَ عن قدرِ الحُمَّصةِ المتوسِطةِ، ولا يلحقُ بهِ طينُ غيرِ قبرهِ، حتَّى قبرِ النَّبِي صلَّى الله عليه وسلَّم والأئمَّةِ عليهم السَّلام  على الاقوى، نعم لا بأسَ بأنْ يُمزجَ بماءٍ أو شُربةٍ، ويستهلك فيه والتَّبركُ والاستشفاءُ بذلك الماءِ وتلك الشُّربة".([146])

عقيـدة ولايـة الفقيـه صناعة الخميني واختراعه:

    إنَّ من بين الأفكار التي جاء بها الخميني ولم يسبقه فيها أحد من أئمة المذهب الإمامي، فتعتبر من اجتهاده، وقد تضمنها الدستور الإيراني عقيدةَ وِلايةِ الفقيه.

    لقد شرحَ الدكتورُ محمد أحمد الخطيب عقيدةَ الوِلايةِ وصلاحيَّة الفقيهِ صاحبِ الولاية عند الشِّيعَة الروافض في بحثه بعنوان: (عقيدة العصمة بين الإمام والفقيه عند الشِّيعَة الإماميَّة)([147])، فقال: "نظريَّةُ ولاية الفقيه قلَبت مفهومَ الشِّيعَة رأساً على عَقِب، خاصةً فيما يتعلَّقُ باختيار الأمة للإمام أو نائبه، وفيما يتعلَّقُ أيضًا بالصلاحيات المطلقة المعطاة لنائب الإمام وكأنَّه المعصوم نفسه. إضافة إلى أنَّ هذه النظرية تعني نسخَ عقيدة الشِّيعَة في انتظار المهدي الغائب.

    ويضيفُ الدكتورُ الخطيبُ فيقولُ: "ومن الواضحِ أنَّ ظهورَ هذه الفكرةِ على يدِ الخميني كانت نتيجةَ الإحباطِ واليأسِ في نفوس الشِّيعَة لطول المدَّةِ التي انتظروها لظهور صاحب الزمان، ولذلك جاء تبريرُ الخميني لفكرتِه تُظهرُ هذا اليأسَ الذي ملأ قلوب الشِّيعَة". وممَّا قاله الخميني: "قد مرَّ على الغيبة الكبرى لإمامنا المهدي أكثرُ من ألفِ عامٍ، وقد تمرُّ ألوفُ السنين قبل أنْ تقتضي المصلحةُ قدومَ الإمامِ المُنْتَظَرِ، في طولِ هذه المدَّةِ المديدةِ هل تبقى أحكامُ الإسلامِ معطلةً؟ يَعملُ النَّاسُ من خلالها ما يشاءون، القوانين التي صدعَ بها نبيُّ الإسلام وجهدَ في نشرِها وبيانِها وتنفيذِها طيلةَ ثلاثةٍ وعشرين عامًا، هلْ كانَ كلَّ ذلك لمدةٍ محدودةٍ؟ أنْ يَخسرَ الإسلامُ من بعدِ الغيبَةِ الصُغرى كلَّ شيءٍ؟ الذَّهابُ إلى هذا الرأيِ أسوأٌ في نظري من الاعتقادِ بأنَّ الإسلامَ منسوخٌ".

   لذا يتساءلُ الخُمًيْنيُّ بعدَ ذلك فيقولُ: فمَا هو الرأيُ وما هو الخروجُ؟! ويجيبُ بأنَّ خصائصَ الحكمِ الشَرعيِ يمكن توافرُها في أيِ شخصٍ مؤهلٍ لحكمِ النَّاسِ، وهذه الخصائصُ هي العلمُ بالقانون والعدالةِ، وهذه موجودةٌ في معظمِ الفقهاءِ المجتهدينِ؟! ومن خلال هذه المقدمة يصلُ صاحبُ كتاب الحكومة الإسلامية إلى نتيجةٍ مفادُها: أنَّ الفقيهَ العالمَ العادلَ يلِي من أمورِ المجتمع ما كان يليَه النَّبِيُ، وواجبٌ على النَّاسِ أنْ يسمعوا له ويطيعوا، ويملكُ هذا الفقيهُ من أمرِ الإدارةِ والرعايَّةِ والسياسةِ للنَّاسِ ما كانَ يملكُه عليه الصلاةُ والسَّلامُ وأميرُ المؤمنين علي بن أبي طالب.([148])

     وقد أفصحَ الخميني في كتابه عن محاولة لنسخ عقيدة انتظار الإمام الغائب التي عاش عليها الشِّيعَة أكثر من ألف عام ومحاولة الالتفات عليها، ولكنَّ تبريرات الخميني لولاية الفقيه في هذا النص تظهر أموراً في غاية الأهمية:([149]) وهي:-

1- إنَّ عصرَ الغَيْبةِ للمهدي المُنْتَظَرِ قد طال أمدُه، وربَّمَا يطولُ أحقابَا، فقد مضَى عليه 1200عام.

2- إنَّ الشِّيِعِي قد أصابه اليأسُ، فلا يملكُ إلاَّ أنْ يدعوَ الله تعالى له بتعجيلِ الفرَجِ.

3- إنَّ عقيدةَ الشِّيعَةِ قائمةٌ على عدمِ وجودِ حكومة، أو طلبِ تكاليفٍ من النَّاس حتَّى يظهرَ الإمامُ.

4- يقرِّرُ الخُميني أنَّ عقيدةَ انتظار ظهور الإمامِ فسادٌ للمجتمع، لأنَّه يتركُ النَّاسَ هملًا يعملون ما يشتهون من دونِ راعٍ لهم، لعدمِ وجودِ الحاكم الذي يقيمُ حكمَ الله تعالى بينهم.

5- يقرِّرُ الخميني أيضًا في هذه العقيدة نسخَ الشريعة الإسلامية، لأنَّها تقرِّرُ أنَّ أحكامَ الشريعة جاءت محدودة بمدة قرنين من الزمان".

ويضيف الدكتور الخطيب: "ولإثبات صحة هذه النظرية من خلال الفكر الشيعي، يأتي آيةُ الله الخُمَينيُّ بأدلةٍ وحججٍ كثيرةٍ، كي يدعم بها نظريَّتَه منها:-

- قوله تعالى: (وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ) سورة النساء آية:58، فقال: إنَّ الخطاب موجّهٌ إلى من يمسكون الأمور بأيديهم، وليس خطاباً للقضاة، لأنَّ القضاةَ جزءٌ من الحكومة.([150])

- إنَّ ولايةَ الفقيه على الأمَّةِ لا تختلفُ عن ولايتِه على الصِّغارِ، فكما يُعتَبرُ الشرعُ الفقيهَ أو القاضي قيَّمًا على الصِّغار، فالقيِّمُ على شعبٍ بأسرهِ لا تختلفُ مهمتُه عن القيِّمِ على الصِّغارِ من ناحية الوظيفة والدَّور.([151]) خاصةُ أنَّ الفرصَ سانحةً للأئمَّةِ للأخذِ بزمام ِالأمور، وكانوا بانتظارها حتى آخرَ لحظةٍ من الحياة، فعلى الفقهاءِ العُدولَ أنْ يتحيَّنوا الفرصَ وينتهزوها من أجلِ تنظيمِ حكومةٍ رشيدةٍ، وتشكيلِها.([152])

- يأتي الخُمينيُّ بحديثٍ يرويه عن عليٍ بن أبي طالب، عن رسولِ الله قالَ: "اللهمَّ ارحمْ خلفائي - ثلاثَ مرَّاتٍ- قيل: يا رسولَ الله ومن خلفاؤُكَ؟ قال: الذين يأتونَ بَعدي، يروون حديثِيَ وسنتي، فَيُعَملِّونَها النَّاسُ من بعدي". فالحديثُ كما يرَى الخُمَينيُّ يقصدُ بِه أولئكَ الذين يَسعَوْنَ في نَشرِ علومَ الإِسلامَ وأَحكامِه، ويعلمونَّها النَّاسَ، ولا علاقةَ لها بِنقلةِ الحديثِ ورواتِه المجرَّدين عن الفقه، فالمقصودُ هم فقهاءُ الإسلام الذين يجمعون إلى فقههِم وعلمهِم: العدالة، والاستقامة في الدِّين، ليصلَ في نهايةِ المطافِ إلى نتيجةٍ، وهي: أنَّ دلالةَ الرِّوايةِ واضحةٌ في ولايةِ الفقيِه، وخلافتِه في جميعِ الشؤون.([153])

- حديثٌ يرويه  الكليني في كافيه: أنَّ رسولَ الله قال: الفقهاءُ أمناءُ الرُّسل ما لم يدخلوا في الدنيا؟! قيل يا رسول الله: وما دخلوهم في الدنيا؟ قال: إتباع السلطان، فإذا فعلوا ذلك فاحذروهم على دينكم".([154]) ربَّما أنَّ حكومةَ الإسلامِ هي حكومةُ القانون، فالفقيه هو المتصدي لأمر الحكومة لا غير، وهو ينهض بكل ما نهض به الرسول لا يزيد ولا ينقص، فالفقهاء هم أوصياء الرسول من بعد الأَئمَّة، وفي حال غيابهم، رقد كلفوا القيام بجميع ما كلف الأَئمَّة بقيام به، لأنُّه وصيُّ النَّبِي، وفي عصر الغيبة يكون هو إمام المسلمين وقائدهم.([155])

- توقيعٌ صدرَ عن إمامهم الغائب الثاني عشر، جاء فيه: "وأمَّا الحوادثُ الواقعةُ فارجعوا إلى رواةِ حديثنا، فإنَّهم حُجتَي عليكم، وأنَا حُجَّةُ الله". وحجَّةُ الله - كما يرى الخميني- تعني أنَّ الإمامِ مرجعُ النَّاس في جميع الأمور، والله قد عيَّنَه... وكذلك الفقهاءُ فهمْ مراجعُ الأمة، فحُجَّةُ الله هو الذي عيَّنَه الله للقيامِ بأمورِ المسلمين، فتكونُ أفعالُه وأقوالُه حجةً على المسلمين.([156])

صلاحيات الفقيه في ولايته كما يراها الخميني:

    يرى الخميني أنَّ سلطةَ الفقيه أثناءَ ولايته سلطة مطلقة، لا تختلفُ أبداً عن السلطة المُعطاة للإمام المعصوم، فكلُّ ما يُناطُ بالنَّبِي، فقد أناطَه الأَئمَّة بالفقهاء من بعدهم، فهم المرجعُ في جميع الأمور والمشكلات والمعضلات، وإليهم فُوِّضت الحكومةَ وولايةَ النَّاسِ وسياستهِم، والجبايةِ والانفاق، وكلُّ من يتخلَّفَ عن طاعتهم، فإنَّ الله يؤاخذُه، ويحاسبُه على ذلك.([157]) يقول الخميني: "وبيَّنا أنَّ الولايةَ التي كانت للنبِي الأكرمِ (ص) والأَئمَّة (ع) هي ثابتةٌ للفقيه، ولاشكَّ في هذا المطلب أيضاً، إلاَّ أنْ يقومَ دليلٌ على الخلافِ في بعض المواردِ".([158])

      ويستندُ الخميني في ذلك إلى توقيع صدر من صاحب الزمان الغائب، ورد فيه: "وأمَّا الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا، فإنّهم حجّتي عليكم، وأنا حجَّةُ الله".([159]) فيقول: "حُجَّةُ الله تعني أنَّ الإمام مرجعٌ للنَّاسِ في جميع الأمور، والله قد عيَّنَه، وأناطَ به كلَّ تصرفٍ وتدبيرٍ من شأنِه أنْ ينفعَ النَّاسَ ويسعدُهم، وكذلك الفقهاءُ فهم مراجعُ الأمَّة وقادتها، فتكون أفعالُه وأقوالُه حجةً على المسلمين، يجب إنفاذُها، ولا يسمحُ بالتخَلُّفِ عنها".([160])

      ويقول الخميني: "لو قام الشخص الحائز لهاتين الخصلتين بتأسيس الحكومة تثبت له نفس الولاية التي كانت ثابتة للرسول الأكرم (ص)، ويجب على جميع الناس اطاعته. فتوهم أن صلاحيات النبي (ص) في الحكم كانت اكثر من صلاحيات أمير المؤمنين(ع)، وصلاحيات امير المؤمنين (ع) أكثر من صلاحيات الفقيه، هو توهم خاطئ وباطل".([161])

    وذكر الخميني في كتابه الحكومة الإسلامية عنوانًا، وهو: (إثبات ولاية الفقيه عن طريق النَّص)، ثمَّ ذكرَ تحتَه: "واذا قيلَ فرضاً أنَّه يستفادُ من الروايةِ أنَّ الرسولَ الأكرمَ (ص) لم يُورِّث شيئًا سوى العلم، وأنَّ أمرَ الولاية والخلافة ليس إرثَا، وأنَّنا لا نستفيدُ من قول رسول الله (ص) : "علي وارثي" إن أميرَ المؤمنين (ع) خليفته، فعند ذلك نضطر لأجل إثبات خلافةِ أمير المؤمنين والأَئمَّة (ع) إلى التَّشبث بالنَّصِ، والقول: أنَّ الرسولَ (ص) نَصَّبَ أميرَ المؤمنين (ع) للخلافة، ونقولُ بنفسِ الشيءِ بالنسبة لولايةِ الفقيه".([162]) ويضيف: "أنَّ الفقهاءَ منصوبون من قبل الإمام (ع) لمنصبَ الحكومة والقضاء، وأنَّ هذا المنصبَ لهم باقٍ دائماً".([163])

     إذاً الخميني يرى أنَّ الفقيهَ حجةٌ على أهل زمانه، لا فرقَ بينه وبينَ الحُجَّة الغائب، وهذا يعني أنَّ ظهورَ الحُجَّة أو بقاءه غائباً لا يغيِّرُ من الأمر شيئًا. وهكذا فإنَّ الخميني يرى أنَّ منصبَ ولاية الفقيه قد منحَهُ الأَئمَّة للفقهاء فيقول: "نحنُ نعتقدُ أنَّ المنصبَ الذي منحَه الأَئمَّة للفقهاءِ لا يزالُ محفوظاً لهم، لأنَّ الأَئمَّة لا تَتَصوَّر فيهم السهوَ أو الغفلةَ، ونعتقدُ فيهم الإحاطةَ بكلِّ ما فيه مصلحة المسلمين.([164])

آية الله الخميني ومواكب اللطم والبكاء:

   يستحسن آية الله الخميني مواكب اللطم والبكاء، ويحثُّ شيعتَه على الاستمرار فيها، بل زعم حياةَ هذا الشعب رهينةً بها، فيقول: "إنَّ مواكبَ اللَّطمِ هذه هي التي تمثل رمزاً لانتصارنا، لتُقَم المآتم والمجالس الحسينية في أنحاء البلاد، وليلقِ الخطباءُ مراثيَّهم وليبكِ النَّاسُ. عندما تخرج الجموع في يوم عاشوراء فلتكن مراسمُ التَّعزية في ذكرى استشهاد الحسين (سلام الله عليه) بنفسِ الحرارةِ والأسلوب الذي كانت تقام به في السابق، وليكن مضمونُ كلِّ المسيرات والمراسم خاصاً بالإمام الحسين عليه السَّلام . ندعو الله أنْ يوفقَ شعبَنا لإقامة مراسم العزاء في ذكرى واقعة عاشوراء وفق الأساليب السابقة والسنن التقليدية، ولتكن المواكبٌ بنفسِ قوتِّها السابقة، ولتمارس مواكبٌ اللَّطم والردات والشعارات الحسينية ما كانت تمارسه في السابق، واعلموا أنَّ حياةَ هذا الشعب رهينةٌ بهذه المراسم والمراثي والتجمعات والمواكب".([165])

الخميني والمُتْعَة الجِنْسِيَّة:

     الخميني آية الله الكبرى عند الشِّيعَة يرى جواز التمتع حتى بالرَّضيعة، فقال: "لا بأسَ بالتَّمتعِ بالرَّضيعة ضَماً وتفخيذاً- أي يضعُ ذَكَرَهُ بين فخذيها- وتقبيلا".([166]) وقال: "يجوزُ التَّمتعُ بالزَّانية على كراهية خصوصًا لو كانت من العواهر والمشهورات بالزِّنا، وإنْ فعلَ فليمنعهَا من الفجور.([167])

    ويروي السيد حسينُ الموسوي - رافق الخميني في العراق-: حَادِثَةً وَقَعَت أَمَامَ نَاظِرَيهِ حِينَ كَانَ الخُمَينِيُّ مُقِيمًا فِي العِرَاقِ, وَكَانَ فِي زِيَارَةٍ لِشَخصٍ إِيرَانِيٍّ يُدعَى "سَيّد صَاحِب", فَيَقُولُ: "فَرِحَ سَيّد صَاحِب بِمَجِيئِنَا وَكَانَ وُصُولُنَا إِليهِ عِندَ الظُّهرِ... فَصَنَعَ لَنَا غَدَاءً فَاخِرَاً، وَاتَّصَلَ بِبَعضِ أَقَارِبِهِ فَحَضَرُوا، وَازدَحَمَ مَنزِلُهُ احتِفَاءً بِنَا، وَطَلَبَ "سَيّدُ صَاحِب" إِلينَا المَبِيتَ عِندَهُ تِلكَ الليلَةِ، فَوَافَقَ الإِمَامُ، ثُمَّ لما كَانَ العِشَاءُ، أَتَونَا بِالعَشَاءِ، وَكَانَ الحَاضِرُونَ يُقَبِّلُونَ يَدَ الإِمَامِ وَيَسأَلُونَهُ وَيُجِيبُ عَن أَسئِلَتِهِم، ولَمَّا حَانَ وَقتُ النَّومِ، وَكَانَ الحَاضِرُونَ قَد انصَرَفُوا إِلا أَهلَ الدَّارِ، أَبصَرَ الإِمَامُ الخُمَينِيُّ صَبِيَّةً بِعُمرِ أَربَعِ سَنَوَاتٍ أَو خَمسٍ، وَلكِنَّهَا جَمِيلَةٌ جِدَّاً، فَطَلَبَ الإِمَامُ مِن أَبِيهَا "سَيِّد صَاحِب" إِحضَارَهَا لِلتَّمَتُّعِ بِهَا، فَوَافَقَ أَبُوهَا بِفَرَحٍ بَالِغٍ، فَبَاتَ الإِمَامُ الخُمَينِي وَالصَّبِيَّةُ فِي حِضنِهِ، وَنَحنُ نَسمَعُ بَكَاءَهَا وَصَرِيخِهَا, المُهِمُّ أَنَّهُ أَمضَى تِلكَ الليلَةَ, فَلمَّا أَصبَحَ الصَّبَاحُ وَجَلَسنَا لِتَنَاوُلِ الإِفطَارِ، نَظَرَ إِليَّ فَوَجَدَ عَلامَاتِ الإِنكَارِ وَاضِحَةً فِي وَجهِي، إِذ كَيفَ يَتَمَتَّعُ بِهَذِهِ الطِّفلَةِ الصَّغِيرَةِ وَفِي الدَّارِ شَابَّاتٌ بَالغَاتٌ رَاشِدَاتٌ. كَانَ بِإِمكَانِهِ التَّمتُّعُ بِإِحدَاهِنَّ فَلَم يَفعَل، فَقَالَ لي: سَيّد حُسَين مَا تَقُولُ فِي التَّمتُّعِ بِالطِّفلَةِ؟ فَقُلتُ لَهُ: سَيِّد القَولُ قَولُكَ وَالصَّوَابُ فِعلُكَ وَأَنتَ إِمَامٌ مُجتَهِد، وَلا يُمكِنٌ لِمِثلِي أَن يَرَى أَو يَقُولَ إِلا مَا تَرَاهُ أَنتَ أَو تَقُولُهُ. ومَعلُومٌ أَنِّي لا يُمكِنُنِي الاعتِرَاضُ وَقتَ ذَاك. فَقَالَ: "سَيِّد حُسِين، إِنَّ التَّمَتُّع بِهَا جَائِزٌ، وَلَكِن بِالمُدَاعَبَةِ وَالتَّقبِيلِ وَالتَّفخِيذِ، أَمَّا الجِمَاع فَإِنَّهَا لا تَقوى عَليهِ".([168])

قاذورات جنسية شيعية خمينية:

 

- قال آية الله العظمى الخميني: "لا يجوز وطء الزوجة قبل إكمال تسع سنين، دواما(الزواج الشرعي الدائم) كان النكاح أو منقطعا (المتعة)، أمَّا سائر الإستمتاعات كاللمس بشهوة، والضم والتفخيذ فلا بأسَ به حتَّى في الرَّضيعةِ".([169])

- الخميني نفسُه يبيحُ وطءَ الزَّوجةِ فـي الدُّبُر، يقول الخميني في كتابِه تحريرِ الوسيلةِ ص241 مسألة رقم11: "المشهورُ الأقوى جوازُ وطءِ الزوجةِ دبراً على كراهيةٍ شديدةٍ"! فروى الكُلَيْنِي عن الرضا أنه سأله صفوان بن يحيى: "إن رجلاً من مواليك أمرني أن أسألك، قال: وما هي؟ قلت: الرجل يأتي امرأته في دبرها؟ قال: ذلك له، قال: قلت له: فأنت تفعل؟ قال: إنا لا نفعل ذلك".([170]) ورووا عن جعفر أنه سأله رجل عن الرجل: "يأتي المرأة في ذلك الموضع، وفى البيت جماعة، فقال لي ورفع صوته: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلم: من كلَّفَه مملوكه ما لا يطيق فليبعه، (يعني قال هذا خداعاً للناس) ثمَّ نظرَ في وجوهِ أهلِ البيت، ثمَّ أصغى إليَ، فقال: لا بأسَ به".([171])

شذوذات الخميني:

قال الخميني : ماء الاستنجاء سواء كان من البول أو الغائط طاهر"، وصلاة الجنازة تصح من الجنب "، والمشهور والأقوى جواز وطء الزوجة دبرا " يعني اللواط بها. ولا يجوز وطء الزوجة قبل اكمال تسع سنين ، وأما سائر الايمتاعات كاللمس بشهوة والضم والتفخيذ فلا باس بها حتى في الرضيع ، ولا يجوز نكاح بنت الأخ على العمة وبنت الأخت على الخالة إلا بإذنهما. ويجوز نكاح العمة والخالة على بنتي الأخ والأخت".

وفي المتعة : "يجوز التمتع في الزانية" ، "ويجوز ان يشترط عليها وعليه الاتيان ليلا أو نهارا وأن يشترط المرة والمرات مع تعيين المدة بالزمان. ([172])

 

 

 

 

 

 

 

 

 



[1]- المقالات والفرق: القمي ص15.

[2]- انظر كتابه: ولاية الفقيه ص107، 136-137.

[3]- كتاب الطهارة: آية الله الخميني 1/6.

[4]- المصدر السابق 3/354.

[5]- المصدر السابق 5/433.

[6]- فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب ص 251.

[7]- فصل الخطاب ص252.

[8]- كشف الأسرار: الخميني ص131.

[9]- المصدر السابق ص116.

[10]- المصدر السابق ص117.

[11]- انظر الحكومة الإسلامية ص66.

[12]- النداء الأخير)الوصية السياسية الالهية للإمام الخميني) ص40.

[13]-خطاب ألقاه الخميني يوم الأحد 2/3/86م، بمناسبة عيد المرأة.

[14]- انظر مواضع عدة من بحار الأنوار 104/210، 107/45، 110/242.

[15]- النداء الأخير)الوصيَّةُ السيَاسيَّةُ الإلهيَّة للإمام الخُمَيْنيِ) ص40.

[16]- الحكومة الإسلامية: ص13.

[17]- تصحيح القراءة في نهج البلاغة ردّاً على "قراءة في نهج البلاغة" للدليمي: الشيخ خالد البغدادي ص 3.

[18]-  الحكومية الإسلامية: للخميني ص113.

[19]- انظر الحكومة الإسلامية ص76-77.

[20]- انظر نصَّ "دعاء صنمي قريش": عند الإمامية كاملاً، في كتاب بحار الأنوار للمجلسي 82/260-261، الرواية الرابعة باب رقم 33.

[21]- قرة العيون: الكاشاني ص426. علم اليقين: الكاشاني 2/701. ومرآة العقول: المجلسي4/356. وإحقاق الحق: التستري ص 58،133-134. ومقدمته على تفسير البرهان: أبو الحسن العاملي 1/113-174، 226-250، 2/95، 290-294، 313-339. وشرائع الاسلام في مسائل الحلال والحرام: للمحقق أبو القاسم نجم الدين جعفر بن الحسن الحلي تعليق: السيد صادق الشيرازي ص 93. وإلزام الناصب: الحائري ص219. وفصل الخطاب: النوري الطبرسي ص221-222. وحق اليقين: عبد الله شبر ص1-219. والبلد الأمين: إبراهيم الكفعمي ص511. المصباح له ص511. ونفحات اللاهوت: الكركي ق74/ب. والشيخ أبو السعادات أسعد بن عبد القاهر بن أسعد الأصفهاني، صاحب كتاب رشح الولاء في شرح دعاء صنمي قريش. ومفتاح الجنان في الأدعية والزيارات والأذكار ص 113، 114. وشرح دعاء صنمي قريش: يوسف بن الحسين بن محمد النصير الطوسي، انظر تراجم الرجال: أحمد الحسيني، مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي - قم- 1414ه‍ ص 874. وغيرها.

[22]- النداء الأخير)الوصية السياسية الالهية للإمام الخميني) ص61.

[23]- الكفاية في علم الرواية: أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي، تحقيق: أبو عبدالله السورقي, إبراهيم حمدي المدني، المكتبة العلمية -المدينة المنورة- ص 48.

[24]- كشف الأسرار: روح الله الخميني، تقديم د. محمد أحمد الخطيب، ترجمة: د. محمد البنداري، دار عمار عمان، الأردن 1408هـ-1987م. ص 128.

[25]- المصدر السابق ص 130.

[26]- المصدر السابق ص155.

[27]- المصدر السابق ص 193.

[28]- المصدر السابق ص 138.

[29]- التعادل والترجيح: الخميني ص 26.

[30]- كشف الأسرار: آية الله الخميني، الترجمة الشيعية ص 121-122.

[31]- المصدر السابق ص 122.

[32]- المصدر السابق ص 124.

[33]- المصدر السابق ص 125.

[34]- كشف الأسرار: روح الله الخميني، الترجمة الشيعية ص 126.

[35]- كشف الأسرار، الطبعة الأردنية ص 122، كشف الأسرار: روح الله الخميني، الترجمة الشيعية ص 119. 

[36]- المصدر السابق ص 118-119.

[37]- المصدر السابق ص 139.

[38]- المصدر السابق ص 126.

[39]- كشف الأسرار، الطبعة الأردنية ص 128.

[40]- المصدر السابق ص 135.

[41]- المصدر السابق ص 137. . كشف الأسرار، الطبعة الشيعية ص 126.

[42]- كشف الأسرار، الطبعة الأردنية ص137.

[43]- المصدر السابق ص 126-127.

[44]- كشف الأسرار، الطبعة الشيعية ص 116-117.

[45]- عِبَر من عاشوراء - مقتطفات من خطب الإمام الخميني وآية الله الخامنئي- ص 67.

[46]- عِبَر من عاشوراء: آية الله الخميني ص 111.

[47]- الحكومة الإسلامية ص 71.

[48]- المصدر السابق ونفس الصفحة.

[49]- كتاب الطهارة: آية الله العظمى الخميني 3/337.

[50]- الأربعون حديثاً: آية الله العظمى الخميني 241.

[51]- عِبَر من عاشوراء: آية الله الخميني ص 111.

[52]- الحكومة الإسلامية ص71.

[53]- المصدر السابق ص64.

[54]- انظر إتحاف ذوي الجنابة: محمد بن العربي التباني ص 75.

 

[55]- بتصرف صورتان متضادتان: الشيخ أبي الحسن الندوي ص 13، 53، 54، 58، 99. واعتقاد أهل

 السنة في الصحابة: محمد بن عبد الله الوهيبي- بتصرف– ص 66.

 

[56]- تحرير الوسيلة: آية الله الخميني -مسألة 5- 2/238.

[57]- القول السديد في مقاصد التوحيد: الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي ص 26.

[58]- تفسير أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن: الشنقيطي 3/249.

[59]- مختصر التحفة الاثنا عشرية: الألوسي ص299، وراجع: كتاب التوحيد مع شرحه فتح المجيد، باب ما جاء في التنجيم ص365.

[60]- وسائل الشيعة: الحر العاملي 12/140.

[61]- مجموع الفتاوى: شيخ الإسلام ابن تيمية 2/52.

[62]- فصوص الحكم هو كتاب لكبير الصوفية الزنديق المدعو محمد بن علي بن محمد بن عربي الحاتمي الطائي الأندلسي، الملقب بالشيخ الأكبر عند الصوفية، ولد بمرسية سنة 560هـ، وتوفي سنة 638هـ. استطاع ابن عربي أن ينقل ترهات الفلاسفة وتخيلاتهم المريضة إلى دنيا المسلمين وعقائدهم، بل جعل هذه العقيدة الإلحادية هي العقيدة الأساسية التي قام الفكرُ الصُّوفي كلُّه بعد ذلك عليها. وراح ابن عربي يحرِّف كلَّ آياتَ القرآنَ الكريمَ، ويطبِّقُ باطنيتَه وكفرَه في كتابه (فصوص الحكم). انظر صفحات متعددة: تنبيه الغبي إلى تكفير ابن عربي: الشيخ برهان الدين البقاعي.

[63]- المذكورون هم من غُلاةِ الصوفيَّةِ، القائلين بعقيدة وحدة الوجود والاتحاد، وما ترتب عليها من القول بوحدة الأديان ووحدة المعبود في كل الأديان، وكتبهم مملوءة بذلك نثراً ونظماً، ولهم في ذلك شطحاتٌ وهذيان، وضلالاتٌ متنوعةٌ، عدَّها كثيرٌ من العلماء من المروقِ عن الشَّريعةِ، وحكموا عليهم بالكفرِ الصريحِ والزندقةِ، وقد استعرضتُ أفكارَهم ومعتقداتهم الكفريَّةَ في كتابنا: (دراسات في التصوف والفلسفة الإسلامية).

[64]- مصباح الهداية إلى الخلافة والولاية: الخميني، الطبعة الأولى، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات- بيروت- 1427ه/2006م، ص13.

[65]- الخطابية: أتباع أبي الخطاب محمد بن أبي زينب الأسدي الأجدع. قتله والي الكوفة عیسی بن موسی صاحب المنصور العباسي لمَّا اطلع على خبث دعوته ومقالته، وذلك سنة 143ه، انظر ترجمة الخطابي وآراء الخطابية: الفرق بين الفرق ص 226، 247-248، 255، الملل والنحل ص179-181، التبصير في الدين ص 73، مقالات الاسلامیین 1/75، الخطط للمقريزي 1/352.

[66]- مصباح الهداية إلى الخلافة والولاية: الخميني ص13.

[67]- انظر مقالات الإسلاميين 1/83-86، الملل والنحل: الشهرستاني1/175.

[68]- آية الله الشيخ محمّد علي الشاه آبادي، ابن العالم الكبير الشيخ محمّد جواد الأصفهاني. ولد في أصفهان سنة 1292ه، من مؤلفاته: العارف الكامل، وهو مُربّي آية الشيعة الكبرى الخميني، وكان الخميني عندما يذكر أستاذه يعبِّر عنه عادةً بـ"العارف الكامل روحي فداه"، ويقول في إحدى كلماته: "طوال عمري لم أجد روحاً بلطافة روح آية الله الشاه آبادي وظرافتها".

[69]- مصباح الهداية إلى الخلافة والولاية: آية الله الكبرى الخميني ص 45.

[70]- المصدر السابق ص 90.

[71]- فصوص الحکم 1/103.

[72]- المصدر السابق ص 134. والاتحاد: ومعناه في اصطلاح القائلين به: اتحاد الله عزَّوجلَّ بمخلوقاته، أو ببعض مخلوقاته .أي: اعتقاد أن وجود الكائنات أو بعضها هو عين وجود الله تعالى. ومنه الاتحاد العام، وهو ما يطلق عليه: "وحدة الوجود": وهو اعتقاد كون الوجود هو عينُ الله عزَّوجلَّ والقائلون به يسمون "الاتحادية"، أو "أهل وحدة الوجود"، كابن الفارض، وابن عربي، وغيرهما من ملاحدة فلاسفة الصوفية.

[73]- مصباح الهداية إلى الخلافة والولاية للخميني ص 85.

[74]- الحاوي الكبير: العلامة أبو الحسن الماوردي، دار الفكر – بيروت- 2/240.

[75]- مصباح الهداية إلى الخلافة والولاية ص 124.

[76]- يعدُّ الملقب بمحي الدين ابن عربي أوَّلُ فلاسفة الصوفية في إرساءِ دعائمَ مذهب وحدة الوجود، وأنَّه المؤسس لمدرسته، والمفصِّلُ لمعانيه ومرامیه، بل هو أوَّلُ من أرسى نظريةَ وحدة الوجود في صورة فلسفيةٍ كاملةٍ، ولم تكن لهذه الصورة المتكاملة وجودٌ قبلَه. فالذين سبقوه كانت فكرةُ وحدة الوجود موجودةٌ عندهم دون أنْ تكون نظريةً فلسفيةً متكاملةً، فالأقوال التي وردت عنهم تدلُّ على اعتقادهم بالفكرة، لكنْ بمجموعها لا يمكنُ أنْ تكونَ نظريةً متكاملةً كالتي نجدُها عن ابن عربي، وأمَّا الذين جاوءا بعده ممَّن تكلَّموا في وحدة الوجود نثراً وشعراً، كانوا متأثرين بأقواله أو ناقلین عنه، أو مردِّدِين أقواله بعباراتٍ جديدةٍ، ولقد ظلَّ ابن عربي حتى يومنا هذا هو الممثلُ الأكبرُ لهذا المذهب الاتحادي، والصوفيةُ المعاصرة ُتنافحُ عنه، وعن معتقداتِه، وتزعمُ أنَّ خصومَه لم يفهموا مرامي أقواله. (انظر المقدمة لكتاب فصوص الحکم والتعليقات عليه الدكتور أبو العلا عفيفي 1/25، والتصوف الثورة الروحية في الإسلام: الدكتور أبو العلا عفيفي أیضا ص 187).

[77]- مصباح الهداية إلى الخلافة والولاية: الخميني ص124.

[78]- المصدر السابق ص ص122.

[79]- سرُّ الصَّلاة ص 178.

[80]- انظر مصباح الهداية إلى الخلافة والولاية ص84، 94،112.

[81]- هو صدر الدين محمد بن اسحق القونوي (وفاته672 هـ1274-م)، من مشاهير الصوفية الذين سلكوا طريق الفيلسوف الصوفي محي الدين ابن عربي في القول بوحدة الوجود، والحلول والاتحاد، وهي من الأصول الإلحادية التي قال بها ضلال الصوفية .كان القونوي يقول بالوجود المطلق، وجعله هو الوجود من حيث هو هو، مع قطع النظر عن كونه واجبًا وممكنًا وواحدًا وكثيرًا،.

[82]- انظر مصباح الهداية إلى الخلافة والولاية ص 110.

[83]- يطهرُ أنَّ الخُمينيَّ في حديثه عن عقيدةِ الإنسانِ الكاملِ قد أخذه من الصوفي عبد الكريم الجيلي تصورُه وتقريرُه لمذهب وحدة الوجود في كتابه "الإنسان الكامل"، انظر الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب المعاصرة 1/262، والإنسان الكامل في الفكر الصوفي عرض ونقد-: الدكتور لطف الله بن عبد العظيم خوجة: ص159-160.

[84]- مصباح الهداية ص52.

[85]- المصدر السابق ص58.

[86]- مجموعة الرسائل والمسائل: ابن تيمية 1/82-83، العبودية: ابن تيمية ص 13، التدمرية ص 138، مدارج السالكين: ابن قيم الجوزية 3/378.

[87]- انظر غيث المواهب العلية في شرح الحكم العطائية للنفزي الرندي، تحقيق الدكتور عبد الحليم محمود والدكتور محمد بن الشريف، طبعة دار الكتب الحديثة، القاهرة 1380-1970م 1/99.

[88]- التعليقه على الفوائد الرضويه للخميني ص 60.

[89]- كتاب شرح دعاء السحر:الخميني- المقدمة-.

[90]- التعريفات للجرجاني ص193.

[91]- هو عبد الله بن علي بن محمد بن يحي الطوسي، أبو النصر، المعروف بالسراج الطوسي، مورخ صوفي، توفي سنة 378ه، روي عن جعفر الخلدي وأبي بكر محمد الدقي. انظر العبر للذهبي 3/7، مراة الجنان لليافعي 2/084، شذرات الذهب 3/91، هدية العارفين للبغدادي 1/447.

[92]- اللمع في التصوف للطوسي ص 249.

[93]- الأربعون حديثاً ص 559.

[94]- المحجة البيضاء 8/314.

[95]- مصباح الهداية ص158-159.

[96]- تناولت هذه العقيدة كما ذهب إليها الفلاسفة الإسلامييون في كتابنا: (دراسات في التصوف والفلسفة)، مع الرد عليها.

[97]- انظر لوامع الأنوار البهية -مصدر سابق- 2/267-277.

[98]- الشفاء: القاضي عياض 2/1070-1071.

[99]- الحكومة الإسلامية: الخميني ص95.

[100]- المجتمع والدين عند الإمام الخميني، وقد نشر هذا البحث في: "اللوموند الفرنسية"، ثمَّ طُبِعَ في كتابٍ باسمِ "إيران" ص216.

[101]- الثورة البائسة: موسى الموسوي ص147.

[102]- يعني الخميني في كتابه الحكومة الإسلامية ص111.

[103]- الخميني والدولة الإسلامية ص107.

[104]- الثورة البائسة: ص162-163، وانظر الخميني بين الدين والدولة: عبد الجبار العمر، الطبعة الأولى 1984م، دار أفاق ص6.

[105]- انظر كتابه كشف الأسرار للخميني ص 49.

[106]- المصدر السابق ص 153.

[107]- المصدر السابق نفسه.

[108]- المصدر السابق ص155.

[109]- مصباح الهداية إلى الخلافة والولاية: الخميني ص 163.

[110]- الحكومة الإسلامية ص 52.

[111]- من خطاب ألقاه الخميني بمناسبة ذكرى مولد المهدي في 15 شعبان 1400هـ.

[112]- خطاب ألقاه الخميني بمناسبة الخامس عشر من شعبان عام 1401هـ.

[113]- كشف الأسرار ص 55.

[114]- المصدر السابق ص 154.

[115]- النداء الأخير-الوصية السياسية الالهية-: للإمام الخميني ص61.

[116]- انظر الرحيق المختوم: صفي الرحمن المباركفوري، دار الهلال – بيروت- الطبعة الأولى ص173.

[117]- رواه البخاري ص 502، رقم 2652، ومسلم ص 1023، رقم 2533.

[118]-  تفسير القرطبي 1/60.

[119]- انظر تفسير ابن كثير 3/370، وتفسير القرطبي 13/220 .

[120]- رواه البخاري رقم 3610، كتاب المناقب، باب علامات النبوة في الإسلام، ورقم 6163، كتاب استتابة المرتدين، باب ترك قتل الخوارج للتألف، ورواه مسلم عن جابر بن عبد الله رقم 1064،كتاب الزكاة،، باب ذكر الخوارج وصفاتهم.

[121]- انظر الخميني شذوذ في العقائد شذوذ في المواقف: سعيد حوى ص 15.

[122]- توجد عدة دراسات علمية جادة في بيان أن مهدي الشيعة شخصية خيالية خرافية، ومن ذلك: من هو المهدي؟: للشيخ عثمان بن محمد الخميس، والمهدي المنتظر هذه الخرافة: للدكتور طه حامد الدليمي.

[123]- نشر بيان رابطة العالم الإسلامي وبيان رابطة علماء العراق في كثير من الصحف والمجلات، وهما منشوران في كثير من المنتديات والمواقع الإسلامية في شبكة المعلومات الدولية (الإنترنت)، ومن ذلك مثلا: موقع الاتحاد العالمي للنسب الشريف.

[124]- كتاب حصان طروادة الغارة الفكرية على الديار السنية:  عمرو كامل عمر ص55.

[125]- نشرت مجلة ايشيا الأسبوعية التي تصدر في مدينة لاهور عن الجماعة الإسلامية التي أنشأها الشيخ أبو الأعلى المودودي في عددها الصادر في 29 ذي الحجة 1404هـ الموافق 23  أيلول 1984م نص خطاب الخميني  مع تعليق عليه تحت عنوان: "هذا نفي للإسلام، وتاريخ الإسلام، وأمر لا يحتمله حتى الأصدقاء". وقد نقلته مجلة امباكت إنترناشونال، الصادرة في لندن بتاريخ 24/8/1984م، وهي من مجلات الجماعة الإسلامية.

[126]- أصول الدين: أبو منصور عبد القاهر البغدادي الشافعي ص298.

[127]- الشفاء: القاضي أبو الفضل عياض اليحصبي ص1078.

[128]- منهاج السنة: ابن تيمية 1/177.

[129]- أصل الشيعة وأصولها ص85.

[130]- أصول الكافي2/18، الشافي شرح الكافي تصحيح لهذا الحديث 5/28.

[131]- كشف الأسرار: آية الله العظمى الخميني ص149.

[132]- الحكومة الإسلامية ص 18.

[133]- المصدر السابق ص19.

[134]- المصدر السابق ص23.

[135]- الكافي: الكليني 1/199.

[136]- الأربعون حديثاً: الخميني ص512.

[137]- المعاد في نظر الإمام الخميني ص 368.

[138]- انظر نظرية الإمامة: د. أحمد صبحي ص 140.

[139]- ميزان الحكمة: محمد الري شهري، باب (174) (شرائط الإمامة وخصائص الإمام)، دار الحديث بقم، الطبعة الاولى1/174 .

[140]- الحكومة الإسلامية: الخميني ص 52.

[141]- في كتابه زبدة الأربعين حديثا، وهو يتكلم عن مقام الأئمة ص604، والأربعون حديثاً للخميني ص232.

[142]- مكانة المرأة في فكرِ الإمامِ الخُمَينيِ: ص 23، كلمة الإمام الخميني بمناسبة يوم المرأة بتاريخ 16/5/1979م، وهي ضمن كتابه: مكانة المرأة في فكرِ الإمامِ الخميني ص 37.

[143]- الوسيلة إلى الله: إبراهيم الأنصاري الكويتي ص7.

 -[144]بحار الأنوار 98/124.

 -[145]المصدر السابق 98/128.

 -[146]تحرير الوسيلة: آية الله الخميني - القول فى غير الحيوان- مسألة 9، 2/164.

[147]- بحث عقيدة العصمة بين الإمام والفقيه عند الشيعة الإمامية: د. محمد أحمد الخطيب ص 21-22، وانظر قول الخميني كتابه: الحكومة الإسلامية ص 23-24.

[148]- بحث عقيدة العصمة بين الإمام والفقيه عند الشيعة الإمامية: د. محمد أحمد الخطيب ص 22، وانظر قول الخميني كتابه" الحكومة الإسلامية ص34.

[149]- انظر ما ذكره د. علي الفقيهي في تحقيقه لكتاب الإمامة للأصبهاني ص65.

[150]- الحكومة الإسلامية: الخميني ص74.

[151]- المصدر السابق ص45.

[152]- المصدر السابق ص49.

[153]- المصدر السابق ص51-56.

[154]- الكافي – الأصول- 1/46.

[155]- الحكومة الإسلامية: الخميني ص60، 63، 69.

[156]- الحكومة الإسلامية ص70-71.  والحديث رواه الشيخ الطبرسي: الاحتجاج 2/283.

[157]- الحكومة الإسلامية: الخميني ص 72.

[158]- الحكومة الإسلامية: الخميني ص 138.

[159]- المصدر السابق ص 84.

[160]- انظر المصدر السابق ص 70-71.

[161]- انظر المصدر السابق ص 50.

[162]- المصدر السابق ص 116.

[163]- المصدر السابق ص 105.

[164]- المصدر السابق ص81، انظر بحث الدكتور محمد أحمد الخطيب: عقيدة العصمة بين الإمام والفقيه عند الشيعة الإمامية.

[165]- نهضة عاشوراء: آية الله الخميني، مؤسسة تنظيم ونشر تراث الإمام الخميني ص 107.

[166]- انظر كتابه تحرير الوسيلة 2/241، مسألة رقم 12.

[167]- تحرير الوسيلة 1/906، مسألة رقم 16.

[168]- لله ثم للتاريخ.. كشف الأسرار وتَبْرِئَةُ الأئمةِ الأَطهار: السيد حسين الموسوي، دار الأمل

الطبعة الرابعة ص 35-37.

[169]- تحرير الوسيلة: الخميني، مسألة رقم 12، طبع دار الصراط المستقيم –بيروت- 2/241.

[170]- الكافي: للكليني - الفروع- 5/40، الاستبصار 3/243،244.

[171]- الاستبصار: الشيخ الطائفة أبو جعفر الطوسي-كتاب النكاح- 343/3.

[172]- كتاب تحرير الوسيلة للخميني ـ2/241-291 .

 

 

هل أعجبك الموضوع؟