البريد للتواصل: drsregeb11@gmail.com

قضايا عقائدية

موقف الأستاذ أبي الأعلى المودودي من التَّصَوف



  • نشر في: 5-12-2022م
  • ساعة: 10:42
  • طباعة

موقف الأستاذ أبي الأعلى المودودي من التَّصَوف

     إنَّ الحديثَ عن موقف المودودي من التَّصَوف، سيتضمَّنُ النقاطَ الثلاث التالية: علاقة التَّصَوف بأعمالِ الإنسان كما يراها هو نفسه. وأقسامُ التَّصَوف عند المودودي(التصوف الباطل وهو الجاهلي، والتصوف السني، والتصوف المشبوه) وموقفه من كل قسم.


 علاقة التَّصَوف بالعمل:

      يرى المودودي أنَّ مهمَّةَ التَّصَوف إصلاحُ قلب الإنسان، كما أن الفقه يصلح جوارحه، وكما يسمُّون ما يصلح الجوارح فقها ظاهريًا، يسمُّونَ ما يٌصلحَ الباطن فقهًا بالمنيا أو فقه الباطن. ويوضح المودودي الأمر بمثال الصلاة، فإنَّ التَّصَوف يهتم بما يكون عليه القلب من تجرد وخضوع تامين لله تعالى، وبعد عن الدنيا وهمومها، وانشغال بالطاعة وشعور بالخشية، كما يهتم بأثر الصلاة في تزكية نفس المصلي وتهذیب أخلاقه، جاء في القران الكريم: (إن الصلاة تنهي عن الفحشاء والمنكر) العنكبوت:45. وأمَّا علاقة الفقه بالصَّلاةِ فهو ينظرُ في أداء المرءِ لأركانها، وقيامه بواجباتها، والتزامه بشروط صحتها، أي أنَّ الفقه ينظر إلى العملِ من حيث مطابقته للأحكام الشرعية أو عدمها.([2])

 أقسام التَّصَوف وموقفهُ من كلِّ قسمٍ:

      يقسِّمُ المودودي التَّصَوف إلى أقسامٍ ثلاثةٍ، وهي:-

 القسم الأول: التَّصَوف الباطل:

      وهو التَّصَوف الذي اختلط بفلسفات الإشراقية والزدشتية، والذي يشتمل على رهبانيَّةِ النصارى، ودردشة الهنادكة، وهو التَّصَوفُ الذي دخله كثيرٌ من الأعمال الشركية والمفاسد التي انتقلت إلى المسلمين نتيجة تأثرهم بالفلسفة اليونانية والرومانية والفارسية، ومن مجموع هذه العقائد الجاهلية تكوَّن ما أُطلق عليه اسم "التَّصَوف"، مع أنَّ هذه العقائدَ والأعمالَ الجاهليَّةَ ليس لها أدنی صلة بالقرآن الكريم والسنة النبوية. وقد فصلَ اتباعُ هذا التَّصَوفِ الشَّريعةِ عن المعرفة، بل إنَّ الشريعة في نظرهم شيء، والمعرفة شيء آخر، وهما يتعارضان. ونتيجةً لذلك أخذَ أتباعُ هذا التَّصوفِ في التحلل من مبادئ الإسلام وتعاليمه، ونفَوْا أنْ تكونَ الشريعة لها سلطانٌ على التَّصَوف الذي سلكوه، ومن ثمَّ شاعت بينهم الخرافاتُ والأكاذيبُ، واستولَت عليهم الفلسفاتُ الجاهليَّةُ الضَّالةُ المُضلَّةُ.([3])

      بالإضافة إلى ذلك ابتعد كثيرٌ من متصوفةِ هذا القسم عن ممارسةِ الدَّعوةِ والوعظ والإرشاد، وانقطعوا لاستقبال الهباتِ والنُّذور التي يقدمُها لهم جهلة المسلمين، ظنًا منهم أنَّ لهؤلاء المشايخ تأثيرًا ونفوذًا في حياتهم.([4])

     أقول: إنَّ من أتباع هذا التَّصَوف الجاهلي الباطلِ أصحابُ النَزعاتِ المنحلة القائلين بالكشف الباطني والفيض الإلهي،([5]) وبوحدة الوجود،([6]) واتحاد الخالق مع المخلوق وحلوله في العالم،([7]) ومن رواده ابن منصور الحلاج([8]) الذي قتل بفتوى من الفقهاء، وابن الفارض([9]) وابن عربي([10]) وابن سبعين([11]) وغيرهم ممَّن أخذَ بأقوالِهم وسارَ على منوالهم.

    وهذا النَّوعُ من التَّصوف قوبلَ بمعارضةٍ شديدةٍ من كبار أئمة العلماء، كالغزالي في كتابه المنقذ من الضَّلال، وابن تيمية في فتاويه ورسائله، وابن القيم([12]) في كتابه مدارج السالكين، وابن الجوزي([13]) في کتابه "تلبيس إبليس".

موقف المودودي من التصوف الباطل:

    يری المودودي ضرورةَ القضاءِ على مثل هذا التصوف، ويعتبره من العقبات التي تقف حجرَ عثرةِ في طريق المدِّ الإسلامي، وإقامة دين الله في الأرض، وهو يشبه في هذا الأمر الجاهليَّةَ الحديثة التي يجب إزالتها والقضاء عليها. يقول المودودي: "ذلك التَّصَوف (أي الباطل) الذي لا يَعدُّ الإنسانَ للقيام بواجباته التي تؤهله ليكونَ خليفةَ الله في أرضه، بل هو تصوفٌ يَعدُّ الانسانَ للقيامِ بأحكامٍ وواجباتٍ أخرى مغايرة، هذا التَّصَوف لا أعارضُه فحَسَب، بل أَرَی ضرورةَ القضاءِ عليه لإقامةِ دين الله، فشأنُه في هذا شأنُ الجاهليَّةَ الحديثة التي يجبُ أنْ نمحوَها أيضًا".([14])

القسم الثاني : التصوف الإسلامي:

    هو التصوف الذي لا يختلف في جوهره عن منزلة الإحسان في شيء،([15]) حيث يهتم بباطن الإنسان وكيفية إصلاحه، ومبلغه من العلم والعقل، وعن طریقه يعرف المسلم مقدار إخلاصه لله وخشيته منه، واليقين بأنَّ الله تعالى يراقبه في السِّرِ والعلن، وعند ذلك يتوجه المسلم بعبادته لله تعالى وكأنَّه يراه.

    وهذا التَّصَوفُ مرتبطٌ بالشريعة الإسلامية غيرُ منفصلٍ عنها بحال من الأحوال، فهو يعني التمسك بآدابها والالتزام بأحكامها مع صفاء النية وطهارة القلب.([16]) والتَّصَوف بهذا المعنى يستمدُّ أصولَه ومبادءَه من القرآن الكريم والسُّنة النَّبوية المطهرة، وقد نشأ هذا التَّصَوف في الصَّدرِ الأول من الإسلام بعد انتهاء عصر الخلفاء الراشدين، حيث بدأت تظهرُ علامات التَّدهور في الأخلاق عند المسلمين، ووجدت جماعةُ سُمِّيت بالصوفية الذين أقاموا زواياهم من أجل انتشال النَّاسِ من البيئة الفاسدة، ويرى المودودي أنَّ هذه الزوايا كانت شبيهة بالهيئة النَّظيفة التي أعدَّها رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم لتربية وإعدادِ أصحابه الكرام رضي الله عنه.([17]) ولم تكن لدى أصحابِ هذا النَّوعِ من التَّصوف فلسفةٌ معينَّةٌ، كما لم تكن لهم طريقةً معينةً، بل كانت أفكارهم وأعمالهم وفق النصوص الشرعية، وكان هدفه الإخلاص لله تعالى في الطاعة والعبودية. ويمثِّلُ هذا النَّوعَ التَّصوف الإسلامي الخالص: فضیل بن عیاض([18])، وابراهيم بن أدهم،([19]) ومعروف الكرخي([20])، وغيرهم ممن سلك طريقتهم والتزم نهجهم.([21])

   أقول: إنَّ التَّصَوفَ الإسلاميَّ الذي ذكره المودودي هو الإسلامُ بعينه، ومن هنا فلا يجوزُ أنْ نُطلقَ لفظَ التَّصَوف على إقامةِ الشعائر التَّعبديَّة، والزهدِ في الدنيا، والانقطاعِ للعبادة، لأنَّ هذا الاصطلاحَ غريبٌ عن جيلِ المسلمين الأوائل من الصحابة والتابعين، الذين هم أشرفُ النَّاسِ عبادةَ، وأكثرُهم طاعةَ لله تعالى، ولم يستطع أحدٌ أن يُطلِقَ عليهم لفظ المتصوفة مع كونهم أشد الناس تمسكًا بالكتاب والسُنًّةِ. يقول ابن تيمية: "إنَّ لفظَ الصُّوفيَّةِ لم يكنْ مشهورًا في القرون الثلاثة الأولى، وإنَّما اشتهر التَّكلُم به بعد ذلك.([22])

موقف المودودي منه: يرى ضرورة العمل على إحياء هذا التَّصَوف، يقول عنه: "هذا التَّصَوف، لا أوافقه فقط بل أتمنى وأحبُّ أنْ يَحيَ مرةً ثانيةً، وينتشر.([23])

القسم الثالث: التصوف المشبوه:

     وهو الذي يكونُ خليطًا من التَّصوفَ الجاهلي والتصوف الإسلامي، ورجالُ هذا التَّصَوفِ أهلُ علمٍ وأصحابُ نوايا حسنة، ولكنَّهم لم يسلموا من التأثيرات الفكرية التي كانت سائدةً في عصرهم، حيثُ علِقَت في نظرياتهم بعضُ أدرانِ ومفاسدِ التَّصَوف الجاهلي، وقد بذلَ هؤلاء جهودَهم لتنقيَةِ طرقِهم ممَّا علِقَ بها من المفاسد، كما حاولوا فهمَ التَّصَوف الإسلامي والعمل به، ولكنَّ مجهوداتِهم لم تحقق أغراضَهم، وحيثُ ما زالت في أفكارهم وأعمالهم بعض الأشياء التي تخالفُ القرآنَ الكريمَ والسُّنَّةَ المطهرَّةَ، ولذلك قاموا بتأويلها ليوهموا النَّاسَ بأنَّها لا تعارضُ النُّصوصَ الشرعيَّةَ، وليسلَموا من الطُّعونِ والانتقاداتِ الموجَّهةِ إليهم.

     ولقد أدَّى هذا التَّصَوفُ المشبوهُ إلى نتائجَ غيرِ مرضيَّة، حيث خرَّج أُناسًا لا يفهمون الإسلام فهمًا صحيحًا، وليست لديهم القدرةُ بل وليس في تفكيرهم العمل وبذلِ الجهد لإقامةِ دينِ الله تعالى في الأرض.

موقف المودودي منه:

     يقول المودودي عن هذا التَّصَوف: "لا أوافقُ عليه تمامًا، ولا أعارضُه تمامُا، بل إنَّنَي أقولُ لمن يحمل مشعلَه: عليكم أنْ تُفرِّقوا بين احترامك للشخصيات الكبيرة من تحليلِ هذا التَّصَوف ونقده في ضوء القرآن والسُّنَّة، وعليكم أنْ تحاولوا تصحيحَ مساره ومداره. وإذا كان هناك بعضُ نقاط الاختلاف بینكم وبين أحدٍ، فعليكم مناقشة هذا الاختلاف في ضوء الكتاب والسنة، والا تنكروا على أحد حقه في مخالفة هذا النوع من التصوف او نقده، والا تجعلوا هذا الرجل هدفا للقدح واللوم.([24])

    وممَّا ينكره المودودي على هذا النَّوعِ من التَّصَوفِ الأمور التالية:

1- الاشتغال بالأذكار والأوراد دون غيرها: ينكر المودودي على أصحاب التَّصَوفَ المشبوهَ انشغالهم بالأورادٍ والأذكار والرياضات الصوفية الخاصة بهم، وتهاونهم في العمل على إزالة الفساد المنتشر في البلاد، بسببِ تسلُّط الحاکمین بغير ما أنزل الله تعالى. وهمْ في نظرهِ بعيدون عن مرتبة الإحسان التي ذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم، بقوله: "الإحسانُ أنْ تعبدَ الله كأنَّك ترَاهُ، فإنْ لمْ تكنْ ترَاهُ فإنَّه يَرَاكَ"([25])، لأنَّ الإحسان يتطلَّبُ عدمَ الاستسلام لحاكميَّةِ غيرِ الله تعالى، وبذلَ الأرواح والأموال في سبيل إعلاء كلمة الله تعالى.([26]) ويضيفُ المودودي قائلاً: إنَّ هؤلاء المتصوفة لن يخدعوا الله بمظاهرهم، من تربية اللحى، وعمليات السبحات والأوراد والوظائف والتطوعات، ولن يمدَّهم من أوليائه ما داموا لم يبذلوا ما استطاعوا من جهودٍ في سبيل القضاء على حكم الجاهلية وإقامةِ دين الله في الأرض.

      وعندما يرى المودودي ذلك فهو لا يقصدُ التَّهوينَ من شأنَ ما نصَّت عليه الآياتُ القرآنيَّةُ والأحاديثُ النبويَّةُ من وجوبِ تعظيمِ الله تعالى وتقديسِ صفاته العليا وأسمائه الحسنى، ومحبَّةِ رسولِه صلَّى الله عليه وسلَّم، أو ذكرِ الأشعار والمدائح في ذلك، كما لا يقصدُ التَّقليلَ من شأنِ الآداب والتعاليم الإسلامية التي تتعلق بوجوب تمييز المسلم عن غيره من الكافرين في مظهره وملبسه، ولكنَّه يرى أنَّ الاقتصارَ على هذا الجانبِ فقط وتركِ ما عدَاهُ لا يكفي المرءَ لِيصلَ إلى مرتبةِ الإحسانِ التي أَرادَها الرسولُ صلَّى الله عليه وسلَّم، وكذلك لنَ تصلَ بهِ إلى مكانةِ الأولياء الذين شملَهُم الله تعالی بمحبَّتِه ورضاه. والمودودي نفسُه يؤكِّدُ علی وجوبِ تلاوةِ الأورادِ والأذكارِ والأدعيةِ المأثورةِ إذا ما أرادَ الإنسانُ المسلمُ أن يُزكِّيَ نفسَه بشرطِ أنْ لا يقتصرَ عليها دونَ غيرها.

2– التَّربيةُ والتَّزكيةُ: إنَّ مبادئ التَّزكية لدى الصُّوفيَّة تختلفُ عن التزكيَّةِ التي جاء ذكرها في القرآن الكريم والسُّنَّة النبويَّة الشَّريفةُ، والصُّوفيون أنفسُهم لا ينكرون أنَّهم ابتدعوا أشياءَ في هذا الجانب ما أنزل الله تعالى بها سلطان. وإذا كان الأمرُ كذلك فإنَّ غايةَ التَّزكية عند الصُّوفيةِ تختلفُ عن الغاية النبيلة التي قصدها النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم من تربية أصحابه، وهي إقامة النظام الإسلامي في الحياة. يقول المودودي: "التَّزكيةُ التي جاءت في القرآن الكريم والسُّنَّة النَّبويَّة هي وحدُها التي تساعدنا في سبيل إقامة الدِّين كمنهاجٍ في الحياة، أما التَّزكيةُ الصُّوفية فلن تحقق لنا هذه المساعدة.([27])

      ولكي يستطيع المسلم أنْ يربي نفسه ويهذب اخلاقه لابد أن من الرجوع إلى القران الكريم والأحاديث النبوية الصحيحة، فيشبه كل فضيلة يحبها الله ورسوله، ويغضي كل رذيلة بغضها الله ورسوله، ويتَّبعُ وسائلَ التَّربيةِ والتَّهذيبِ التي جاءت بها النُّصوصُ الشرعيَّةُ، ويبتعدُ من الطرق الصوفية التي راجت في أيامنا منه.

     ويذكر لنا المودودي بعضًا من الوسائل التي يمكنُ للمسلمِ أنْ يستعينَ بها لتقويَةِ علاقتِه بربِّه تبارك وتعالى. وهذه الوسائل هي:

أ- صلاة النوافل: وخاصة التهجد والنَّاسُ نيامٌ، حيثُ الصفاءُ والشعورُ بالإخلاصِ والتَّجردِ، فالصلاة في الليل يحفظُ الإنسانَ من الأمراضِ النَّفسية، وخاصةً الكِبْرُ والرياءُ، وتكسبُه الشعورُ بالطمأنينةِ والسُّكونِ.

ب- ذكر الله: وذلك بالمحافظة على تلاوة القرآن الكريم والأذكار والأدعية والأوراد المأثورة عن الرسولِ صلَّى الله عليه وسلَّم وصحابتِه الكرامِ. ولا يكتفي بذكرها باللسان، بل لابدَّ من مراعاة آدابها من الخشوع والتَّأَدُبِ، وحفظها واستحضار معانيها ومحاولة التَّأثرِ بها، وملاحظةَ مقاصدِها وأغراضِها.

 ج- الصوم: أي صوم التَّطوع، وأحسنُ التَّطوع ثلاثة أيام من كل شهرِ، ولا يعني الامتناع عن الطعام والشراب وغيرهما من المُفطراتِ فقط، وإنَّما يعني إلی جانب ذلك الامتناع عمَّا حرمَّه الله تعالى، فالامتناعُ عنِ الطَّعامِ والشَّرابِ ليست وسيلةً لتعويدِ المرءِ الامتناعَ عن كلِّ ما حرَّم الله عزَّوجلَّ، فهذا جوهرُ الصَّومِ وحقيقتُه. وهذا يُربِّي في النَّفسِ ملكةَ الشُّعورِ بتقوى الله العظيمِ وطاعتِه.

د- الانفاق في سبیل الله تعالى: وليس العبرة بالمقدار الذي ينفقه المرء من أمواله، إنَّما العبرةُ بالرُّوح والعاطفة التي ينفقُ بها ابتغاءً لمرضاة الله تعالی، والصَّدقةُ هي من الوسائل التي قرَّرها الله ورسوله لتزكية النَّفسِ المسلمةَ.([28]) وعن الغايةِ المرجوَّةِ في اتباع هذه الوسائل يقول المودودي: "هذا هو المنهاج البسيط الذي قرَّره القرآن، وأَرشدنا إليه الرسولُ صلَّى الله عليه وسلَّم، فإذا عملتم به تتَّصلون بالله وتتقربون إليه مع معيشتكم بين أهليكم، ومن مزاولتكم جملة شئون حياتكم الاجتماعية بدون أن تشعروا بحاجة إلى رياضةٍ من رياضاتِ الصُّوفية أو مراقبةٍ من مراقباتهم..([29])".([30])

ه- البيعة: يرى المودودي أنَّ البيعةَ([31]) التي وردت بشأن جوازها النُّصوص الشرعيَّة تنقسمُ إلى ثلاثةِ أَقسامٍ، وليست البيعةُ التي عُرِفت بينَ المُتَصوفَّةِ واحدةً منها، وأقسامُ البَيعةِ المَشروعةَ عند المودودي هي:-

أ- بيعةُ من أجلِ مسألةٍ خاصةٍ في مناسبةٍ خاصةٍ، كَبيعَةِ الرُّضوان التي بايع فيها الصحابةُ الرَّسولَ صلَّى الله عليه وسلَّم على التَّضحيةِ بالأموال والأنفس في سبيل جهاد الكفار وإعطاء كلمة الله تعالى، وأمَّا مناسبتُها فإنَّه لمَّا أَرسلَ رسولُ الله صلَّی الله عليه وسلَّمَ في عام صلح الحديبية عثمان بن عفان رضي الله عنه إلى مكة فأبطأ في العودة، فظنَّ المسلمون أنَّه قد قُتِلَ، فجاء الصحابةُ رضي الله عنهم رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم وهو يجلس تحت الشجرة، فأخذ منهم البيعةَ على مجاهدة كفِّار مكة، وألاَّ يفروا، ولا يولُّوهم الأدبار، وفي هذا الأمرِ نزلَ قولُه تعالى: (لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً) الفتح:18.([32])

ب- بيعةٌ يعقدها شخصٌ أو جماعةٌ على يدٍ رجلٍ مُعروفٍ بالتقوى والصلاح، وينوي فيها المبايِعُ تزكيةَ الَّنفس وتهذيب الأخلاق، والتَّقيدِ بأحكام الدين علی ید المُبَايَع. ومثلُها بيعةُ العقبة الأولى والثانية، حيث بایعَ جماعةٌ من الأوس والخزجٍ النَّبيَّ صلَى الله عليه وسلَّم -بعد إیمانهم برسالته- على السمع والطاعةِ والتعفف عن المحرمات، كالسرقة والزنا وغيرهما، وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.([33]) يقول المودودي: "وحق عقد هذه البيعة هو النبي أو للشخص الذي يتبع طريقة النبي، أي له معرفة صحيحة بالطريقة النبوية، وأن يكون عاملا بها، وألاَّ يكون له أيُّ نيةٍ أخرى من أخذ البيعةِ إلاَّ الإصلاحَ والارشادَ".([34])

ج- البيعة التي تتم علی يد أمير الجماعة المسلمة وقائدها، وهي سنة متبعة منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم وزمن الخلفاء الراشدين رضي الله عنه، والوفاء بها واجب، ومخالفتها معصية وخروج عن الجماعة المسلمة، ويبقي ما يترتب عليها من السمع والطاعة في المنشط والمكره واجب في عنق المسلم ما دام الأمير مطيعًا الله ورسوله.([35]) وهذه البيعة هي المقصودة من قوله صلى الله عليه وسلم: "من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية.([36])

      بعد أن يذكر المودودي أقسام البيعة المشروعة يقول: "وأما البيعة الموجودة لدى الصوفية فهي من نوع آخر . وهي ليست بشيء ضروري، فاذا قام شخص ما بالحصول على علوم الدين وفهم أحكامه وحاول الحمل طبقا لها، ولم يعلق في رقبته بيعة أحد من المربين الروحانيين فإنَّه بهذا لا يرتكب ذنبًا، ولن يعاقب في الآخرة على أنه لم يمسك بيد شيخ.([37]) أي أنَّ البيعةَ على يدِ المشايخ الصوفيين مخالفةٌ لما جاءت به النُّصوص الشَّرعيةُ، اذ أنَّ أكثرَ المبايعينِ من جهلةِ المسلمين الذين لا يفقهون دينَهم فضلاً عن الالتزام والتقيد بأحكامه. ومع ذلك يرى المودودي جواز مبايعة الرجل العارف بتعاليم دينه لرجل صالح يسير علی نهج النبي صلى الله عليه وسلم. ويشترط في المبايع أن لا يتعصب لشيخه، فيقلده في الصواب والخطأ، بل يطيعه في الحق ولا يتهمه في الباطل.([38])

      وبدلاً من نظامِ البيعةِ الموجود عند الصوفية يقترح المودودي نظامًا آخرَ للبيعة، وهذا الاقتراح يشملُ النِّقاطَ الثلاثَ التالية:

1- أن لا تكون البيعة باليد، إنَّما تؤخذُ باللسان أولاً، كما كان يبایعُ النَّبيُ صلَّى الله عليه وسلَّم النساءَ حيث كان يبایعهن باللسان دون اليد.

2- أن لا تنسبُ البيعة إلى شخصٍ معينٍ، سواءٌ كان أميرَ الجماعة الإسلامية أم غیره. ولكن تنسب إلى الإسلام، حتى لا يتسرَّبُ إلى المسلمين أمرُ تقديم الرِّجال، ذلك أنَّ الإسلامَ لا يَعرفُ تقديمَ الرجالِ إنَّما يَعرفُ تقديرُ الرِّجال.

 3- أنْ لا يتمتَّعُ الشخصُ المُبَايَعُ بأيِ صفةٍ ذاتيةٍ شخصيةٍ، بل يتَّخذُ مكانتَه باعتباره أميرا للجماعة المسلمة لا غير. فاذا انتقلت الامارة منه الى شخص غیر لسبب أو لآخر، فإنَّ الطَّاعةَ تنتقل إلى ذلك الشخص بصفته أمير الجماعة الإسلامية لا غير.([39])  وعن هذا النظام المقترح يقول المودودي: "لقد اقتبست هذا من تنظيمِ عهد الخلفاء الراشدين، ففي عهدِهم المبارك كانت الجماعةُ الإسلاميةُ منتسبةً إلى الإسلام، وليست إلى الصِّديقِ أو شخصِ الفاروق أو عثمان أو على رضي الله عنهم، وهكذا لم يكن ارتباط النَّاسُ مع شخصٍ الصِّديق أو شخصِ الفاروق، بل مع أمير المؤمنين في أيِّ وقتِ، دونما تقيُّدٍ بشخصٍ معينٍ، والطاعة تكون للنظامِ نفسِه، وليست لشخصٍ معينٍ.([40])

4- مسألة الشيخ والمربد (العلاقة بين الشيخ والمريد): إنَّ ممَّا يروَّجُ اليوم بين جمهور الصوفيَّةِ فيما يسمَّى بخلاقة الشيخ بالمريد لهو من البلاء الخطير الذي يرفضه الإسلامُ جملةً وتفصيلاً، لمَا فيه من اضلالٍ للعباد ونشرٍ للفساد، حيث أنَّ الشيخ المرشد يستهوي الأفراد بشطحاته وخداعة، بالتالي يقعون تحت نفوذ، ويخضعون لسيطرته، وهو يخدِّرُ أفكارَهم ويضحكُ على عقولِهم، حينما يقولُ لهم: إنِّي أملكُ لكمُ الجنَّة... فيقدِّمونَ له النُّدورَ والقرابينَ طمعًا ورغبةً. ويبلغُ من سيطرةِ الشيخِ علی عقول وقلوب المريدين أنَّه يكادُ أنْ يتَّخِذَه المريدون ربًا لهم من دون الله تعالى.([41]) وعن هؤلاء المشايخ والمريدين يقول المودودي: "إنَّنِي أعتبرُ هؤلاء الشيوخ من أعتى المجرمين وأشدِّهم إجرامًا، وأعتبرُ تابعيهم من الضالين المتعمقين في الضلال. وعن موقفه من هذه المسألة يقول: "لو كان الأمرُ بیدي، ولو أملكُ القوَّةً لأوقفتُ هذا الضلالُ بالجبرِ والإلزامِ".([42])

ه- الكشف والإلهام واستعمال الرموز والإشارات والألبسة الخاصة: إن ادَّعاء المرشد الصُوفي بالقدرة على الكشف والنطق بالإلهام، وممارسته لهذا الادِّعاء يولد عند الانتهاء المريد من نوع من البلادة الحسية والجمود العقلي، بالتالي تزداد فيهم العبودية الذهنية. وأنَّ استعمال الرموز والإشارات الصَّوفية التي تتبع حالة الكشف والنطق بالإلهام يستفز في الناس القسوة المتخيلة التي تحلق بهم في عالم آخر (عالم الطلاسم والأعاجيب) الذي قلما يهبطون منه إلى عالم الحقيقة والواقع.([43])

      ومن العادات والتقاليد التي قد دخلت التصوف ما يتعلق بلباسٍ وزي معینٍ خاصٍ بهم دونَ غيرِهم من المسلمين، حتَّى أصبحَ من صميمِ المعتقداتِ التي يدينون بها.

6- ادعاء غيبة الشيخ المرشد: تأثر بعض الصوفية بما يوجد في المعتقدات الشيعية حول دعوى غياب المرشد – المهدي المنتظر الغائب في سردابه- عندما يوافيه الأجل، وهم يعتقدون عودته ثانية، ولذلك فهم ينتظرون خروجه.([44])

 

 


[1]- هو أبو الأعلى ابن سيد أحمد المودودي، داعية ومؤسس الجماعة الإسلامية في الهند، ولد في ال 25 من الشهر التاسع لسنة 1903م في مدينة (أورنك آباد الدكن)، بمقاطعة حيدر آباد في الهند، ينتمي المودودي إلى أسرة تمتد جذورها إلى شبه الجزيرة العربية، هاجرت أسرته إلى الهند في أواخر القرن التاسع الهجري. يعد أبو الأعلى المودودي نموذجًا فريدًا للداعية الإسلامي المجتهد الذي أوقف حياته على الدعوة إلى الإسلام، وجعل رسالته في الحياة إعلاءَ كلمة الحق، والتمكين للإسلام في قلوب أتباعه قبل ربوعه وأوطانه. وكان لإخلاصه في دعوته واجتهاده في رسالته أكبر الأثر في التفاف الكثيرين حوله، وانضوائهم تحت لواء فكره الذي تخطى حدود القومية ونطاق المكان؛ ليصبح راعية عالميًا للإسلام في كل مكان، بل إن أعماله ومؤلفاته قد انطلقت لتتخطى حدود المكان وتتجاوز إسار اللغة، فترجمت إلى معظم لغات العالم؛ لتظل ينبوعًا متجددًا لعطائه الفكري والدعوي الذي تجاوز مرحلة الدعوة باللسان والتنظير الفكري إلى مجال التطبيق العملي للتشريع الإسلامي حكمًا وقيادة ومعاملات.

[2]- انظر مبادئ الإسلام: المودودي ص 133-134.

[3]- انظر المصدر السابق ص 134-135، وأبو الأعلی المودودي فکره ودعوته ص 85.

[4]- انظر موجز تاریخ تجديد الدين وإحيائه ص 151.

[5]- الكشف عند الصوفية: يعنى عندهم رفع الحجب من أمام قلب الصوفي وبصره ليعلم بعد ذلك كلَّ ما يجري في هذا الكون. انظر التعريفات: الجرجاني باب الفاء مادة الفيض- باب الكاف مادة الكشف.

[6]- وحدة الوجود: أي أنَّ الله هو الحق: وليسَ هناك إلاَّ موجودٌ واحدٌ، وهو الموجود المطلقُ، أمَّا العالمُ فهو مَظهرٌ من مظاهرِ الذَّات الإلهيَّة، وليس له وجودٌ في ذاته، لأنَّه صادرٌ عن الله بالتَّجلِي. انظر المعجم الفلسفي: د. جميل صليبا 2/569.

[7]- الاتحاد: أي شهود الوجود الواحد المطلق الذي الكل موجود بالحق، فيتحد به الكل من حيث كون كل شي موجودا به معد وما بنفسه لا من حيث ان له وجودا خاصا انحل به فإنَّه محال. انظر المصدر السابق 1/35.

[8]- والحلاج هو الحسين بن منصور الحلاج الفارسي البيضاوي البغدادي، صوفي، متكلم وله شطحات كثيرة، وأقوال سقيمة منها قوله: ما في الجهة إلاَّ الله، وأنَا الحقُّ. وقد أفتى معظم علماء عصره بإباحة دمه، يقول أبو بكر ابن الصولي: رأيت الحلاج وخاطبته، فرأيت جاهلاً يتعاقل، وغبيًا يتبالغ، وفاجرًا يتزاهد، وكان من جهله خبيثا، وكان يتنقل في البلدان. انظر المنتظم: ابن الجوزي 1/190-194، وتاریخ بغداد: البغدادي 8/211، وفیات الاعيان: ابن خلان 1/50-60.

[9]- ابن الفارض: (571- 632ه): هو عمر بن علی بن المرشد بن علي الحموي الأصل ، المصري، شاعر، صوفي، اشتغل بفقه الشافعية، أخذ الحديث عن ابن عساكر، وأخذ عنه الحافظ المنذري، ثمَّ حُبِّبَ إليه سلوك طريق الصوفية. وكان يعتزل الناسَ، ويأوي إلى المساجد المهجورة والأماكن الخربة، توفي بالقاهرة، له دیوان شرحه سبط علی، وشعره ينعقُ بالاتحاد الصَّريح. انظر وفیات الأعيان: ابن خلکان 3/127-129، لسان المیزان: ابن حجر العسقلاني 4/397.

[10]- ابن عربي (290-938ه): هو محي الدين بن محمد بن علی بن محمد بن أحمد بن عبد الله الطائي الحاتمی والمرسی، صوفي، ولد بالأندلس، له آراء سقيمة وشطحات صوفية كفرية، أنكرها علماء أهل زمانه، له مؤلفات عديدة منها: الفتوحات المكية في معرفة الأسرار المالكية والمكية، وفصوص الحكم. من أقواله: الوجود كلُّه واحدٌ، ووجود المخلوقات عینُ وجود الخالق، ووجودُ الله هو الوجودُ الحقيقي، ووجودُ العالمِ هو الوجود الوهمي. انظر فوات الوفيات: الكتبي 3/330-440، سير أعلام النبلاء: الذهبي 13/231،

[11]- ابن سبعين (614-669ه): هو عبد الحق بن إبراهيم بن محمد بن نصر الأشبیلی المرسى القرمظي. صوفي، درس العربية والآداب بالأندلس، له أقوال سقيمة ومنها: لقد كذَّب ابن أبی کبشة على نفسه حيث قال لا نبيَّ بعدي. له مؤلفات ومنها: أسرار الحكمة المشرقية، الحروف الضمية في الصور الفلكية، جواهر السر المنير في أصول البسط والتكسير. ولا تخلو مؤلفاته من الأقوالٍ الباطلة القريبة إلى وساوس المتجردین. انظر وفیات الأعيان: ابن خلكان 1/274، لسان المیزان: ابن حجر العسقلاني 2/392.

[12]- ابن القيم (691-751ه): هو محمد بن أبی بكر بن أیوب بن سعد بن جرير الزرعي ثم الدمشقي، الحنبلي، المعروف بابن قيم الجوزية، فقیه وأصولي ومفسر، مجتهد، نحوي، محدث، لازم شيخ الإسلام ابن تيمية، ويعتبر من تلاميذه النجباء، وسجن معه في قلعة دمشق،  من مؤلفاته: زاد المعاد في هدي خير العباد، وإعلام الموقعین عن رب العالمين، وتهذيب سنن أبي داود، هداية الحيارى في الردِّ على اليهود والنصاری، روضة المحبين ونزهة المشتاقين، مدارج السالكين. انظر الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة: ابن حجر العسقلاني 4/21-23، شذرات الذهب: ابن العماد 6/198، الذيل علی طبقات الحنابلة: ابن رجب 2/447-452.

[13]- ابن الجوزي (510-597): هو عبد الرحمن بن علی بن محمد بن علی بن عبد الله بن حمادي، القرشی التميمي البكري، البغدادي الحنبلي، مُحدِّث، حافظ، مفسر، فقيه، واعظ، أدیب، مؤرخ. من مؤلفاته: جامع المسانيد في سبع مجلدات، المنتظم فی تاريخ الأمم، زاد المسير في علم التفسير، تلبيس إبليس، بستان الواعظين وریاض السامعين. انظر تذكرة الحفاظ: الذهبي 4/ 1342-1348، والذيل على طبقات الحنابلة: ابن رجب 1/399-433.

[14]- أبو الأعلی المودودي فكره ودعوته ص 258.

[15]- انظر موجز تاریخ تجديد الدين ص 126.

[16]- انظر مبادئ الإسلام ص 135-136، موجز تاریخ تجديد الدين ص 150.

[17]- نحن والحضارة الغربية ص 109-110، 331-332.

[18]- فضيل بن عياض: هو فضیل بن عیاض التميمي، ابن مسعود بن بشر، الإمام القدوة الثبت شيخ الإسلام أبو علي عرف بالزهد والتصوف والبعد عن الدنيا، وی عن جماعة من كبار التابعين منهم الأعمش، ومنصور المعتمر، وقال سفيان بن عيينة  :فضيل ثقة، وقال ابن مهدي  فضيل رجل صالح، ولم يكن بحافظٍ، وقال العجلي: كوفي ثقة متعبد، رجل صالح، سكن مكة، كان رحمه الله دائم الحزن، كثير البكاء، شديد الفكرة، اذا سمع القرآن أو ذكر الله فاضت عيناه بكى حتی يرحمه من بحضرته، توفی سنة 187ه. انظر حلية الأولياء وطبقات الاصفياء: أبو نعيم الأصفهاني 8/84، صفوة الصفوة: ابن الجوزي 2/139.

[19]- ابراهيم بن أدهم: من أهل بلخ بخراسان، كان من أبناء الملوك والمياسير، ترك الدنيا وأصبح من أهل الزهد والورع، وعرف بالصدق والصلاح والسخاء، روي أنه أكل الطين عشرين يوما خوفا من أن يأكل طعاما فيه شبهة حرام، روى الحديث مرسلاً ومسندًا، عن جماعة من التابعين وتابعي التابعين. انظر حلية الأولياء وطبقات الأصفياء: أبو نعيم الأصفهانی 7/367-371، 8/ 41، طبقات الصوفية: للسلمي ص 27-29.

[20]- معروف الكرخي: من أهل كرخ ببغداد، وهو من جملة المشايخ المشهورين بالورع والزهد، وقد وع العلم الكثير، فشغلته الرعاية عن الرواية، كان رحمه الله أستانا لسري السقطي، روى عن بكر بن خنيس، وعبد الله بن موسی وابن السماك، توفي سنة 200ه، ودفن بغداد. انظر حلية الأولياء وطبقات الأصفياء: أبو نعيم الأصفهاني 8/390-397، صفوة الصفوة 2/183، وفيات الأعيان: ابن خلكان 2/136.

[21]- انظر أبو الأعلى المودودي فكره ودعوته ص 289.

[22]- انظر رسالة الصوفية والفقراء من مجموع الفتاوي ص 5.

[23]- انظر  أبو الأعلی المودودي فكره ودعوته ص280-286.

[24]- المصدر السابق ص 289.

[25]- رواه البخاري في كتاب الإیمان، باب سؤال جبريل النبي صلى الله عليه وسلم، ورواه مسلم فی کتاب الإيمان، باب الإسلام والايمان والإحسان رقم 9، 10، وأبو داود في كتاب السنة، باب في القدر رقم 4698، والنسائي فی کتاب الإیمان، باب صفة الإيمان والإسلام 8/101.

[26]- انظر الأسس الأخلاقية للحركة الإسلامية ص 72-73.

[27]- جريدة الدعوة التي تصدرها الجماعة الإسلامية في الهند، عدد صفر 1401ه- فبرابر 1981م، من مقال بعنوان: من معالم الطريق - تربية الداعي في سبیل إقامة دين الله ص 5.

[28]- بتصرف عن كتاب تذكرة دعاة الإسلام للمودودي ص 56-59.

[29]- لا يقصد المودودي بالمراقبة مراقبة الله تعالى التي وردت في حديث الرسول صلى الله عيه وسلم: "الإحسان ان تعبد الله كأنك تراه فان لم تكن تراه فإنه يراك"، بل يقصد شيئًا لاحظه في سلوك الصوفية، ولم يعجبه منهم، ويسَمُّونَه مراقبة.

[30]- تذكرة دعاة الإسلام ص 59.

[31]- البيعة اصطلاحا: أخذ العهد على الطاعة في المنشط والمكره، والإقرار بالتبعيَّةِ. انظر مقدمة ابن خلدون ص 209، أبو الأعلى المودودي فكره ودعوته ص 384.

[32]- انظر بيعة الرضوان في كتاب زاد المعاد في هدي خير العباد 2/303-304.

[33]- انظر أبو الأعلى المودودي فكره ودعوته ص 289، وانظر هذه البيعة في كتاب زاد المعاد في هدي خير العباد 2/133.

[34]- أبو الأعلى المودودي فكره ودعوته ص 384.

[35]- يشير إلى حديث عبد بن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "على المرء المسلم السمع والطاعة فيما أحب أو کره، إلاَّ أن يؤمَر بمعصية، فإن أُمر بمعصيةٍ فلا سمعَ ولا طاعةَ". رواه البخاري ومسلم.

[36]- من حديث رواه مسلم رقم 1851 في کتاب الإمارة، باب وجوب ملازمة جماعة المسلمين عند ظهور الفتن.

[37]- أبو الأعلى المودودي فكره ودعوته ص 385.

[38]- انظر نفس المصدر السابق.

[39]- بتصرف من كتاب أبو الأعلى المودودي فكره ودعوته ص 387.

[40]- نفس المصدر السابق ص 388.

[41]- انظر أبو الأعلى المودودي فكره ودعوته ص 385، وموجز تاریخ تجديد الدین ص 128.

[42]- نفس المصدر السابق ص 386.

[43]- بتصرف بسيط عن کتاب موجز تاریخ تجديد الدین ص 128.

[44]- انظر المصدر السابق ص 129.

 

هل أعجبك الموضوع؟