لقد أثبت السلف لله تعالى صفةَ اليدين حقيقةً لله تعالى،
لقد أثبت السلف لله تعالى صفةَ اليدين حقيقةً لله تعالى، لا تشبهان شيئاً من أيدي المخلوقين، وليستا جارحتين، ولا قدرتين، ولا نعمتين، بل يدان لا كالأيدي، واليدين صفةٌ ذاتيةٌ لله تعالى ثابتة له على الوجه الذي ما يليقُ بعظمتِه وكمالِه. وقد أخبرَ الله تعالى في محكمِ التنزيلِ عن هذه الصفةِ، كما أخبرَ بذلك رسولهُ صلى الله عليه وسلم.
يقول ابن القيم :"ورد لفظ اليد في القرآن والسنة وكلام الصحابة والتابعين في أكثر من مائة موضع وروداً متنوعاً متصرفاً فيه، مقرونا بما يدل على أنها يد حقيقية".( مختصر الصواعق المرسلة 2/171).
- فممَّا جاء في محكم التنزيل: قوله تعالى لإبليس: (ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي) سورة ص:75، وقوله تعالى: (بل يداه مبسوطتان ينفق كيف شاء) سورة المائدة:64)، وقوله تعالى: (يد الله فوق أيديهم) سورة الفتح:10، وقوله : (سبحان الذي بيده ملكوت كل شيء وإليه ترجعون) سورة يس:83، وقوله تعالى: (وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير) سورة آل عمران:26، وقوله: (أولم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاما) سورة يس:71، وقوله تعالى: (والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه) سورة الزمر:67.
وأما من السنة: فهناك الكثير من الأحاديث الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءت فيها صفة اليدين لله تعالى، ونذكر هنا بعضا منها:-
- ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "احتجَّ آدمُ وموسى، فقال موسى لآدم: أنتَ أبونا خيبَّتنا وأخرجتَنا من الجنَّة. قال له آدمُ: أنت موسى اصطفَاكَ اللهُ بكلامِه وخطَّ لك التوراةَ بيده..." الحديث.
- ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لمَّا خلقَ الله الخلقَ كتبَ بيدِه على نفسِه أنَّ رحمتِي تغلبُ غضَبِي".
- ما رواه أبو موسى الأشعري رضي الله عنه قال: إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إنَّ الله يبسطُ يدَه بالنهار ليتوبَ مسيءُ الليل، ويبسطُ يدَه بالليل ليتوبَ مسيءُ النهار حتى تطلعَ الشمسُ من مغربها".
- ما رواه عبد الله بن عمر بن العاص أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: "المقسطون عند الله يوم القيامة على منابر من نورٍ عن يمينِ الرحمنِ، وكلتا يديه يمينٌ الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا".
- ما رواه أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يجمع المؤمنون يوم القيامة، فيهتمون فيقولون استشفعنا على ربنا حتى يريحنا من مكاننا هذا، فيأتون آدم فيقولون يا آدم أنت أبو الناس خلقك الله بيده، واسجد لك ملائكته وعلمك أسماء كل شيء، اشفع لنا إلى ربنا حتى يريحنا من مكاننا هذا.." (الحديث روي بألفاظ مختلفة. انظر البخاري 1/82 في التوحيد، باب وكلم الله موسی تکلیماً، مسلم برقم 193، 1/180، في الإيمان، باب أدنی أهل الجنة منزلة فيها، ابن خزيمة في التوحيد ص 56-57، البيهقي في الأسماء والصفات ص 200-201).
وقد ذكر ابن تيمية طائفة من الأحاديث التي جاءت فيها صفة اليدين لله تعالى ، ثم قال: "إن هذه الأحاديث وغيرها لا تقبل تأويلا، فهي نصوص قاطعة، قد تلقتها الأمة بالقبول والتصديق، وهي منقولة من بحر غزير".(انظر مجموع الفتاوی 6/371-372),